ولم يدفع (١) إلى مضايق المجامع (٢) كأنّه يخاف عليه أن يداس (٣) بالقوائم كما يخاف على الصّبيان والنّساء لقلّة غنائه (٤) وضعف بنائه (٥) [و] يجعل [المنكر كغير المنكر إذا كان معه] أي مع المنكر [ما إن تأمّله (٦)] أي شيء من الدّلائل والشّواهد (٧) إن تأمّل المنكر ذلك الشّيء (٨) [ارتدع] عن إنكاره (٩). ومعنى كونه معه (١٠) أن يكون معلوما له (١١) ومشاهدا عنده (١٢)
______________________________________________________
(١) أي لم يدخل.
(٢) جمع مجمع ، بمعنى محلّ الاجتماع ، فمعنى العبارة : أي لم يدخل إلى المواضع الضّيّقة الّتي يجتمع فيها النّاس ، كمواضع الحروب.
(٣) هذه النّسخة أولى من نسخة (يدسّ) من الدّسّ ، بمعنى الإخفاء تحت التّراب ، ف «يداس» مأخوذ من الدّوس ، بمعنى جعل الشّيء تحت الأقدام لأنّ المناسب في المقام هو المعنى الثّاني لا الأوّل.
(٤) أي نفعه ، لأنّ الغناء ـ بالفتح والمدّ ـ بمعنى النّفع.
(٥) أي بنيته وجسمه وبدنه.
(٦) أي تأمّل فيه ، لأنّ التّأمّل : النّظر في الشّيء ، ثمّ المنكر وإن كان صادقا على كلّ من (خاليّ الذّهن والعالم بالحكم والمتردّد فيه) إلّا أنّ المراد به هنا غير العالم بالحكم ، إذ لا معنى لتنزيل المنكر منزلة العالم في إلقاء الخبر إليه فيما إذا كان عالما بالحكم.
(٧) هذا التّفسير إشارة إلى أنّ المراد بالدّلائل ما يشمل القرآن وليس المراد بها خصوص الأدلّة الاصطلاحيّة ، ثمّ الشّواهد عطف تفسيريّ على الدّلائل.
(٨) أي تفكّر إذا كان عقليّا.
(٩) أي رجع عن إنكاره وانتقل إلى مرتبة التردّد أو خاليّ الذّهن.
(١٠) أي كون الدّليل مع المنكر.
(١١) أي متصوّرا له ، وهذا بالنّظر إلى الأدلّة العقليّة ككون القرآن مشتملا على الحقائق الكونيّة ، والقوانين الاجتماعيّة الّتي لا يوجد فيها نقص ولا قصور.
(١٢) أي بالحسّ ، فيكون هذا بالنّظر إلى الأدلّة المحسوسة ، كالمعجزات الّتي صدرت عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في مسمع ومرأى النّاس من شقّه القمر ، وتسبيح الحصاة في يده المباركة.
لا يقال : إنّه إذا كان معنى كونه مع المنكر أن يكون معلوما له أو محسوسا عنده لما كان