[قيل الله (١)] أي أمر الله (٢) وإرادته [للشّمس اطلعي] فإنّه (٣) يدلّ على اعتقاده أنّه (٤) فعل الله وأنّه المبدئ والمعيد والمنشئ والمفني ، فيكون الإسناد إلى جذب اللّيالي بتأوّل بناء على أنّه زمان (٥) أو سبب (٦) [وأقسامه (٧)] أي أقسام المجاز العقليّ
______________________________________________________
من تقدير مضاف ، أي أفنى شباب أبي النجم ، أو المراد بالإفناء جعله مشرفا على الفناء ، حتّى لا يرد أنّه حال النّطق لم يكن فانيا ، وإمّا عائد إلى شعر الرّأس المفهوم من الكلام السّابق وحينئذ لا حاجة إلى تقدير مضاف أو جعل الإفناء بمعنى الإشراف على الفناء ، أو يمكن أن يكون شعر رأسه فانيا حال النّطق كلّا أو بعضا.
(١) أي قول الله.
(٢) فسّر القول أوّلا بالأمر لمكان قوله : «اطلعي» فإنّه مفعول به ل «قيل» ، وعطف الإرادة على الأمر عطف تفسير.
وعبارة عبد الحكيم في بيان التّفسير المذكور ما هذا نصّه : فسّر ال «قيل» بالأمر لقوله :
«اطلعي» فإنّه مفعول به ل «قيل» إن كان مصدرا ، وبدل أو عطف بيان منه إن كان اسما وكذلك لفظ الأمر يحتمل أن يكون مصدرا وأن يكون اسما بمعنى الصّيغة ، ثمّ بيّن المراد بعطف الإرادة لعدم الأمر حقيقة عند المحقّقين ، وأمّا عند القائلين بخطاب كن بعد الإرادة فالأمر بمعنى الحقيقي لأنّ «اطلعي» بمعنى كوني طالعة ، انتهى. وتمام البيت :
قيل الله للشّمس اطلعي |
|
وإذا واراك أفق فارجعي |
أي إذا سترك أفق المغرب فارجعي إلى أفق المشرق واطلعي.
(٣) أي فإنّ قوله : «أفناه قيل الله» يدل على أنّ أبا النّجم يعتقد أنّ الإفناء فعل الله ، كالتّمييز المستفاد من «ميّز».
(٤) أي التّمييز المذكور.
(٥) بجعل المصدر بمعنى اسم الفاعل ، كأنّه قيل اللّيالي الجاذبة ، فيكون الإسناد مجازا ، من قبيل صام نهاره.
(٦) فيكون المميّز والمفني هو الله تعالى بسبب مرور اللّيالي والأيّام ، فيكون من قبيل بنى الأمير المدينة.
(٧) أي المجاز العقليّ فهذا الكلام من المصنّف إشارة إلى تقسيم المجاز العقليّ باعتبار طرفيه ، وهو أربعة أقسام لأنّ طرفيه إمّا حقيقتان أو مجازان ، أو الأوّل مجاز والثّاني