(فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ)(١) صاحبها (١) لما سيأتي] في الكتاب (٢) من تفسير الاستعارة بالكناية على مذهب السّكّاكي وقد ذكرناه (٣) وهو (٤) يقتضي أن يكون المراد بالفاعل المجازيّ هو الفاعل الحقيقيّ (٥) فيلزم أن يكون المراد بعيشة صاحبها واللّازم (٦) باطل ، إذ لا معنى لقولنا : هو في صاحب عيشة راضية (٧) ،
______________________________________________________
(١) أي صاحب العيشة ، فيلزم ظرفيّة الشّيء لنفسه ، لأنّ المعنى حينئذ : فهو في عيشة راضية ، أي فصاحب العيشة في صاحب العيشة.
وفساده أظهر من الشّمس ، غاية الأمر هذا الاستلزام ليس مختصّا بعيشة ، بل جار وموجود في الجميع ، إذ يستلزم أن يكون المراد بضمير هامان العملة ، وبالرّبيع هو الله تعالى ، وحينئذ فالمقابل لعدم الإضافة وأخويه ليس استلزام كون المراد بالعيشة صاحبها ، بل المقابل لها عدم صحّة أن تكون العيشة ظرفا لصاحبها ، فكان الأولى للمصنّف أن يقول : يستلزم أن لا يصحّ جعل العيشة في قوله تعالى : (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ) ظرفا لصاحبها ، وهذا مبنيّ على أنّ المراد ب (عِيشَةٍ) وضمير (راضِيَةٍ) واحد ، كما يأتي في كلام الشّارح ، وفي المقام كلام طويل تركناه رعاية للاختصار.
(٢) يراد به المتن.
(٣) أي تفسير الاستعارة بالكناية على مذهب السّكّاكي بقولنا : «وحاصله أن يشبّه الفاعل المجازيّ ...».
(٤) أي ما ذهب إليه السّكّاكي.
(٥) أي صاحب العيشة (فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ).
(٦) أي كون المراد بالعيشة صاحبها «باطل» والملزوم وهو كون المراد من الفاعل المجازيّ هو الفاعل الحقيقيّ باطل أيضا.
(٧) إنّ كلمة «هو» راجعة إلى (مَنْ) في قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ) الآية ، وهو نفس صاحب العيشة فلو كان المراد بعيشة أيضا صاحبها يلزم ظرفيّة الشّيء لنفسه وهو باطل قطعا.
__________________
(١) سورة الحاقّة : ٢١.