[أو اختبار (١) تنبّه السّامع عند القرينة] هل يتنبّه (٢) أم لا؟ [أو] اختبار (٣) [مقدار تنبّهه] هل يتنبّه بالقرائن (٤) الخفيّة أم لا؟ [أو إيهام (٥) صونه] أي صون المسند إليه [عن لسانك] تعظيما
______________________________________________________
(١) أي امتحان «تنبّه» أي ذكاء السّامع عند القرينة.
(٢) اعترض على قول الشّارح : «هل يتنبّه أم لا؟» بأنّ هل لطلب التّصوّر و «أم» لطلب التّصديق ، فلا يصحّ جعل الثّانية معادلة للأولى ، فالصّواب أن يقول : أيتنبّه أم لا؟
وأجيب عن ذلك بأنّ في الكلام حذف وهو همزة الاستفهام وكان الأصل أهل يتنبّه أم لا؟
فتكون أم المتّصلة حينئذ معادلة للهمزة كما هو حقّها.
نعم ، ربّما يقال : إنّ هذا الجواب مستلزم لدخول الاستفهام على نفسه ، فالصّحيح ما قيل : بأنّ هل هنا بمعنى قد ، كما في قوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) (١) (١). ويمكن أن يقال : إنّ ما ذكره الشّارح ليس بخطأ ، وإن لم نلتزم بتقدير الهمزة ، لأنّ أم المتّصلة تقع بعد هل على قلّة ، كما نصّ عليه نجم الأئمّة الرّضي رحمهالله.
(٣) أي امتحان مقدار تنبّه السّامع.
(٤) أتى بالجمع باعتبار تعدّد الموارد ، ومن أمثلة القرائن الخفيّة كما إذا حضر شخصان أحدهما أقدم صحبة من الآخر ، فتقول : أحسن للإحسان والله حقيق بالإحسان ، وتريد أقدمهما اختبارا لذكاء المخاطب هل يتنبّه لهذا المحذوف بهذه القرينة الّتي معها خفاء ، وهي أنّ أهل الإحسان ذو الصّداقة القديمة دون حادثها.
(٥) تعبير المصنّف بالإيهام هنا ، وبالتّخييل فيما سبق إنّما هو لمجرّد التّفنّن ، لأنّ المراد بالإيهام إيقاع معنى غير واقعي في الوهم كما أنّ المراد من التّخييل كان ذلك ، فما قيل : من أنّ الفرق بينهما من أنّ الصّون المذكور لا تحقّق له أصلا بخلاف العدول إلى أقوى الدّليلين ، فإنّ فيه شائبة من الثّبوت لا أساس له ، لأنّ المتبادر من التّخييل والإيهام إنّما هو كون متعلّقهما أمر غير واقعي محض ، فالصّحيح ما ذكرناه من أنّ العدول من التّخييل إلى الإيهام إنّما هو لمكان التّفنّن.
__________________
(١) سورة الدّهر : ١.