وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(١) [أو إظهار تعظيمه (١)] لكون اسمه (٢) ممّا يدلّ على التّعظيم نحو : أمير المؤمنين حاضر (٣) [أو إهانته] أي إهانة المسند إليه لكون اسمه ممّا يدلّ على الإهانة مثل السّارق اللّئيم حاضر (٤) [أو التّبرك بذكره (٥)]
______________________________________________________
فيه المسند إليه أعني اسم الإشارة الثّاني ، وإنّما قال : «وعليه» ولم يقل كقوله تعالى لأمرين :
الأوّل : إنّه ليس من قبيل ما لو لم يذكر لكان المسند إليه محذوفا ، إذ لو لم يذكر المسند إليه فقوله : (هُمُ الْمُفْلِحُونَ) إمّا معطوف على خبر (وَأُولئِكَ) الأوّل ، أعني (عَلى هُدىً) أو على جملة (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ) فيكون من عطف الجمل ، وعلى التّقديرين لا حذف للمسند إليه.
الثّاني : إنّ الذّكر في قوله تعالى ، ليس لزيادة إيضاح المسند وزيادة تقريره بل الذّكر إشارة إلى نكتة أخرى وهي أنّ تكرير المسند إليه إنّما هو لزيادة إيضاح غرض متعلّق بتكريره ، وهو أنّ هؤلاء الموصوفين بشرف الإيمان ممتازون عن غيرهم بكلّ من الأثرين : أعني الهداية في العاجل ، والفلاح في الآجل ، وأنّ واحدا منهما تكفي في تمييزهم عن غيرهم ، حيث إنّه لو حذف (أُولئِكَ) الثّاني بنصب قرينة عليه لما اتّضح كمال الاتّضاح ، فلا يظهر الغرض كمال الظّهور.
(١) أي المسند إليه ، فيما إذا كان المقام مقام التّعظيم.
(٢) أي المسند إليه ، فقوله : «لكون اسمه» ممّا يدلّ على تعظيمه أي المسند إليه دفع للإشكال ، وتقريبه : إنّ ذكر لفظ المسند إليه يفيد التّعظيم لا إظهاره ، فلا وجه للإتيان بلفظ الإظهار ، وحاصل الدّفع : إنّ أصل التّعظيم يستفاد من لفظ المسند إليه واسمه عند الحذف أيضا ، وإنّما الذّكر يفيد إظهاره.
(٣) في جواب من قال : هل حضر أمير المؤمنين؟ فإنّ الإمارة ممّا يدلّ على التّعظيم.
(٤) في جواب من قال : هل جاء الفاسق اللّئيم.
(٥) أي المسند إليه ، فقوله : «التّبرّك بذكره» عطف على إظهار التّعظيم لا على التّعظيم ، لأنّ أصل التّبرّك يتوقّف على الذّكر لا إظهاره.
__________________
(١) سورة البقرة : ٥.