وإمّا معنى بدلالة لفظ عليه (١) ، أو قرينة حال (٢) وإمّا حكما (٣) [وأصل الخطاب أن يكون لمعيّن (٤)] واحدا كان (٥) أو أكثر (٦) لأنّ (٧) وضع المعارف على (٨) أن تستعمل لمعيّن
______________________________________________________
(١) أي على المرجع ، نحو : قوله تعالى : (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى)(١) فالضّمير أعني هو يرجع إلى العدل وقد تقدّم معناه في لفظ (اعْدِلُوا).
(٢) كقوله تعالى : (وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ)(٢) حيث إنّ الضّمير يرجع إلى الميّت بقرينة أنّ الكلام في الإرث.
(٣) بأن لا يدلّ عليه شيء ممّا ذكر ، لكن قدّم لنكتة كضمير ربّ والشّأن ، فإنّ التّقدّم فيهما لازم للضّمير لنكتة ، وهي البيان بعد الإبهام ، فيكون المرجع في حكم المتقدّم ذكره ، والتّفصيل في كتب النّحو.
(٤) أي أصل استعمال ضمير الخطاب ، والواجب فيه بحكم الوضع أن يكون لمعيّن لأنّ الحضور داخل في مفهومه وضعا ، فلا بدّ أن يستعمل في المعيّن ، بمعنى أنّه إن كان بصيغة التّثنية يجب أن يكون لاثنين معيّنين وإن كان بصيغة الجمع ، فلا بدّ أن يكون لجماعة معيّنة أو للجميع على سبيل الشّمول كما في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ)(٣) حيث إنّ الشّمول ملازم للتّعيين ، وقوله : «وأصل الخطاب ...» توطئة لقوله : «وقد يترك».
(٥) كقولك : أنت أنت.
(٦) كقولك : أنتما أنتم.
(٧) تعليل للحكم بأنّ الأصل في الخطاب أن يكون لمعيّن.
(٨) كلمة «على» هنا بمعنى اللّام ، أي لأنّ وضع المعارف لأن تستعمل لمعيّن ، والحاصل أنّ مقتضى الوضع في جميع المعارف أن تستعمل في المعيّن ، وضمير الخطاب منها.
لا يقال : إنّ ما ذكره الشّارح من أنّ المعارف وضعت لتستعمل في معان معيّنة ينتقض بالمعرّف بلام العهد الذّهني ، فإنّه لا يستعمل في معنى معيّن مع كونه من المعارف.
__________________
(١) سورة المائدة : ٨.
(٢) سورة النّساء : ١١.
(٣) سورة البقرة : ٢١.