وهو (١) ما وضع لشيء مع جميع مشخّصاته. [لإحضاره] أي المسند إليه (٢) [بعينه] أي بشخصه (٣) بحيث يكون متميّزا عن جميع ما عداه (٤)
______________________________________________________
علما ، أي علّم بالتّشديد لا الفعل اللّازم وهو علم بضم اللّام بمعنى صار علما ، فإيراد المسند إليه علما من أحوال المتكلّم لا من أحوال الواضع ، فيكون موافقا لما سيأتي من قوله : «لإحضاره بعينه» فإنّ الإحضار مصدر المتعدّي ، ومن أحوال المتكلّم.
(١) أي العلم «ما وضع لشيء مع جميع مشخّصاته» بمعنى أنّ المشخّصات جزء لما وضع له العلم ، لا أنّها خارجة عنه ، ثمّ المراد من المشخّصات هي الأمور الكائنة للذّات في جميع أحواله كاللّون المخصوص وكونه متولّدا عن شخص خاصّ في زمان خاصّ ومكان معيّن ، لا الأمور المتغيّرة كالطّفولية والشّيخوخة ، كي يقال : إنّ إطلاق لفظ زيد على الشّخص حال كونه شابّا أو شيخا مجاز ، ولم يقل به أحد.
والتّحقيق أن يقال : إنّ العلم موضوع لوجود خاصّ ، وليست المشخّصات من الكمّ والكيف والوضع ومتى والأين والإضافة داخلة في الموضوع له وإنّما هي أمارات يعرف بها الوجود الخاصّ ، ثمّ قدّم المصنّف العلميّة على بقية المعارف ، لأنّها أعرف منها.
(٢) أي تعريفه بالعلميّة لإحضاره ، فالضّميران يرجعان إلى المسند إليه ، لكنّ الأوّل أعني «تعريفه» بالنّظر إلى اللّفظ ، والثّاني أعني «لإحضاره» بالنّظر للمعنى ، لأنّ العلم هو اللّفظ ، والمحضر في ذهن السّامع هو المعنى لأنّه هو المحكوم عليه ، ففي الكلام استخدام لذكر المسند إليه سابقا بمعنى اللّفظ ، وإعادة الضّمير إليه بمعنى المدلول ، ويمكن أن يكون في الكلام حذف ، أي لإحضار مدلوله.
(٣) التّفسير إشارة إلى أنّ المراد به هنا غير المعنى الّذي هو المراد به في قولهم : (المعرفة ما وضع لشيء بعينه) ، فإنّه فيه ليس بمعنى بشخصه ، بل بمعنى المعيّن مطلقا جنسيّا كان أو شخصيّا ، ثمّ الظّرف في قوله : «بعينه» في موضع حال من مفعول المصدر ، أي الضّمير في إحضاره ، فيكون المعنى : أمّا تعريفه بالعلميّة ، فلإحضاره في ذهن السّامع حال كونه متلبّسا بشخصه.
(٤) هذا جواب عن سؤال مقدّر ، وتقريب السّؤال : إنّ ما ذكره المصنّف من أنّ تعريفه بالعلميّة لإحضاره في ذهن السّامع بعينه وبشخصه لا يأتي فيما إذا كان المخاطب لا