(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)] فالله أصله (٢) الإله حذفت الهمزة (٣) وعوّضت عنها (٤) حرف التّعريف ثمّ جعل (٥) علما للذّات الواجب (٦) الوجود الخالق للعالم ، وزعم بعضهم أنّه (٧)
______________________________________________________
(١) الضّمير (هُوَ) إمّا عائد إلى ربّك المذكور في كلام القريش ، حيث قالوا للنّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا محمّد صف لنا ربّك الّذي تدعونا إليه ، فنزلت هذه السّورة ، فعليه لفظ الجلالة خبر أوّل له ، و (أَحَدٌ) خبر ثان له ، أو أنّه بدل عن لفظ الجلالة بناء على ما التزم به نجم الأئمّة الرّضي رحمهالله من جواز إبدال النّكرة الغير الموصوفة من المعرفة إذا استفيد منها ما لا يستفاد من المبدل منه حيث إنّ قوله : (أَحَدٌ) يدلّ على انتفاء التّركيب ، أو اتّصافه سبحانه بصفة لا يشاركه أحد فيها ، كالوجوب واستحقاق العبادة له وخلق العالم ، وغير ذلك ، وأمّا ضمير شأن مبتدأ ، ولفظ الجلالة مبتدأ ثان ، و (أَحَدٌ) خبره ، والجملة خبر ل (هُوَ).
(٢) أي أصله القريب وإلّا فالأصل الأصيل إله منكرا ، ثمّ هذا من الشّارح إشارة إلى عدم ارتضائه ما ذكره سيبويه من أن يكون أصله لاه من لاه يليه بمعنى ستر واحتجب ، ووجه عدم الارتضاء ما ذكره في شرح الكشّاف من أنّ كثرة دوران الإله في كلام العرب واستعماله في المعبود ، وإطلاقه على الله تعالى يرجّح جانب الاشتقاق منه.
(٣) أي الهمزة الثّانية الأصليّة تخفيفا.
(٤) أي عن الهمزة ومعنى قوله : «وعوّضت عنها حرف التّعريف» أي قصد جعل حرف التّعريف عوضا منها ، فلا يرد أنّ ذلك يستلزم اجتماع العوض والمعوّض قبل الحذف ، وهو باطل ، فيقال : لأنّ العوضيّة قصدت بعد الحذف لا قبله حتّى يلزم الجمع بين العوض والمعوّض.
(٥) أي جعل (الله) بعد حذف الهمزة علما ، أي ثمّ أدغم ، ثمّ فخّم وعظّم ، ثمّ جعل علما ، ففي الكلام حذف ، كما في المفصّل في شرح المطوّل.
(٦) عنوان الواجب الوجود ليس داخلا في مسمّى لفظ الجلالة وإلّا لزم أن يكون كلّيّا ، بل إنّما هو بيان الذّات المسمّاة ومشير إليها حيث إنّها لا يمكن أن يدرك كنهها كما في المفصّل في شرح المطوّل.
(٧) أي (الله) اسم جنس ، أعني اسم لمفهوم الواجب لذاته والزّاعم هو الخلخالي.