أو زيادة التّقرير] أي تقرير الغرض المسوق له الكلام (١) ، وقيل : تقرير المسند ، وقيل :
المسند إليه [نحو : (وَراوَدَتْهُ)] أي يوسف على نبيّنا وعليهالسلام ، والمراودة مفاعلة من راد يرود ، جاء وذهب (٢)
______________________________________________________
(١) هذا التّفسير من الشّارح ردّ على صاحب (عروس الأفراح) حيث التزم بأنّ المراد من زيادة التّقرير ، زيادة تقرير المسند ، وردّ على بعض آخر ، حيث حمل التّقرير على تقرير المسند إليه ، وإنّما حمل الشّارح التّقرير على تقرير الغرض المسوق له الكلام لوجهين :
الأوّل : إنّ الآية مسوقة لتوصيف يوسف على نزاهته وعلوّ شأنه وطهارة ذيله ، والموصول وصلته يقرّر هذا الغرض ويثبته في الأذهان بوضوح على البيان الّذي ذكره الشّارح ، فإذا حمل التّقرير في عبارة المصنّف على تقرير الغرض أظهر من حمله على تقرير المسند إليه أو المسند.
والثّاني : إنّ المصنّف في الإيضاح قد حمل التّقرير على تقرير الغرض ، حيث قال : وإمّا لزيادة التّقرير نحو قوله تعالى : (وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ)(١) فإنّه مسوق لتنزيه يوسف عليهالسلام عن الفحشاء ، فهذا الكلام ينادي بأعلى صوته على أنّه أراد من التّقرير تقرير الغرض ، هذا في الإيضاح ، وحيث إنّ الإيضاح كالشّرح لهذا الكتاب نستكشف أنّ مراده من التّقرير في المقام أيضا تقرير الغرض ، وأنّ ما ذهب إليه صاحب (عروس الأفراح) لا يخلو عن التّفسير بما لا يرضى صاحبه.
(٢) هذا معناها في الأصل ، قال : من راد ، ولم يقل : من راود إيثارا للأصل الأصيل ، لأنّ أصل (راود) راد ، وزيدت الواو لبيان المفاعلة ، ومعنى (وَراوَدَتْهُ) خادعته مجازا كما أشار إليه بقوله : «فكأنّ المعنى خادعته عن نفسه» والتّعبير بكأنّ المفيدة لعدم الجزم لأنّه لا قدرة له على القطع بأنّ هذا مراد الله تعالى ، فعبّر بعبارة مفيدة للظّنّ ، في المفصّل في شرح المطوّل ما هو لفظه : فكأنّ خبر شرط محذوف والتّقدير إذا كان معنى المراودة المجيء والذّهاب في الأصل ، ولم يكن هذا مرادا حيث إنّ زليخا كانت تخادعه لا أنّها تجيء عنده ، فكأنّ المعنى خادعته عن نفسه ، كلمة عن بمعنى اللّام ، أي لأجل نفسه وذاته لما حوت عليه من الحسن والبهاء ، انتهى.
__________________
(١) سورة يوسف : ٢٣.