ففيه (١) من التّنبيه على خطئهم على هذا الظّنّ (٢) ما ليس في قولك : إنّ القوم الفلاني [أو الإيماء] أي الإشارة [إلى وجه بناء الخبر] أي إلى طريقه (٣) تقول : عملت هذا العمل على وجه عملك وعلى جهته أي على طرزه (٤) وطريقته (٥). يعني تأتي (٦) بالموصول والصّلة للإشارة إلى أنّ بناء الخبر عليه من أيّ وجه ، وأيّ طريق من الثّواب والعقاب والمدح والذّمّ وغير ذلك (٧) ، [نحو : (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي)
______________________________________________________
(١) أي في الموصول من حيث الصّلة أو في الموصول والصّلة لأنّهما كالشّيء الواحد ، وإلّا فالتّنبيه من الصّلة لا من الموصول ، أي ففي الموصول من حيث الصّلة «من التّنبيه» حيث حكم عليهم بأنّه تحقّق فيهم ما هو مناف للأخوّة ، فيعلم أنّها منتفية ، فيكون ظنّهم للأخوّة خطأ ، بل هم أعداؤهم.
(٢) أي ظنّ الأخوّة ، وحاصل الكلام : إنّ في إثبات المسند إليه بالموصول تنبيه على الخطأ وليس كذلك لو قال الشّاعر : إنّ القوم الفلاني ترونهم ... ، إذ ليس هناك قوم معيّنون يتأتّى التّعبير عنهم بالقوم الفلاني ، فيكون الإتيان بالموصول تنبيها على خطأ ظنّ الأخوّة بالنّاس أيّا كانوا ، وفي أيّ وقت كانوا.
(٣) أي نوعه وصنفه ، إذ المراد من الطّريق هو النّوع والصّنف ، ثمّ إضافة «بناء» إلى «الخبر» من قبيل إضافة الصّفة إلى الموصوف ، أي إلى وجه الخبر المبنيّ على المسند إليه ، فيكون الخبر متأخّرا ، لأنّ الإيماء المذكور لا يتحقّق يدون تأخير الخبر ، فاندفع ما قيل : إنّه يلزم على تفسير الشّارح الوجه بالطّريق أن يكون قول المصنّف بناء مستدركا.
(٤) قال في مختار اللّغة الطّرز : الشّكل ، يقال : هذا طرز هذا ، أي شكله.
(٥) عطف تفسير على «طرزه».
(٦) أشار به إلى أنّ في كلام المصنّف نوع مسامحة إذ مقتضاه أنّ الإيماء حاصل بالموصول فقط ، مع أنّه إنّما حصل بالموصول مع الصّلة ، ولذا قال الشّارح : «يعني تأتي» أي أنت «تأتي بالموصول والصّلة للإشارة إلى أنّ بناء الخبر عليه» أي الموصول «من أيّ وجه وأيّ طريق» عطف تفسير على وجه ، والمراد بهما الجنس أو النّوع.
(٧) كالتّرحّم والهجو والتّشويق.