[أو] ذريعة إلى تعظيم [شأن غيره] أي غير الخبر [نحو : (الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ)(١) ففيه (١) إيماء إلى أنّ الخبر المبني عليه ممّا ينبئ عن الخيبة والخسران وتعظيم لشأن شعيب (٢) عليهالسلام ، وربّما يجعل (٣) ذريعة إلى الإهانة لشأن الخبر ، نحو : إنّ الّذي لا يحسن معرفة الفقه قد صنّف فيه ، أو لشأن غيره (٤). نحو : إنّ الّذي يتبع الشّيطان فهو خاسر (٥) ، [وقد يجعل (٦) ذريعة إلى تحقيق الخبر] أي جعله محقّقا ثابتا نحو :
إنّ الّتي ضربت بيتا مهاجرة |
|
بكوفة الجند غالت ودّها غول |
______________________________________________________
فإنّه يقال : إنّ تعظيم البيت بواسطة تعلّق بناء من بنى السّماء به لا بسبب آخر ، فعليه لا بدّ من الالتزام بأنّ في إيراد المسند إليه موصولا في قول الفرزدق إيماء إلى تعظيم الخبر.
(١) أي الموصول مع الصّلة «إيماء إلى أنّ الخبر» وهو (كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ) «ممّا ينبئ ...» أي يشعر بالخيبة والخسران لأنّ شعيبا عليهالسلام نبيّ فتكذيبه يوجب الخيبة والخسران ، ثمّ الخسران عطف تفسير على الخيبة ، ويشعر بعظمة شعيب.
(٢) أي حيث أوجب تكذيبه الخسران في الدّارين ، فكان عظيما إذ لو لم يكن عظيما لما أوجب تكذيبه الخسران ، وكان المناسب أن يقول : وفي هذا الإيماء تعظيم لشأن شعيب ، وهو ليس بخبر بل مفعول به ، فيكون الموصول مع الصّلة ذريعة إلى تعظيم شأن غير الخبر.
(٣) أي يجعل الإيماء المذكور وسيلة إلى الإهانة لشأن الخبر حيث يكون الموصول مع الصّلة ذريعة إلى إهانة التّصنيف المستفاد من عدم معرفة المصنّف لعلم الفقه.
(٤) أي غير الخبر.
(٥) حيث يكون الموصول مع الصّلة إشارة إلى أنّ الخبر المبنيّ عليه من جنس الخيبة والخسران ، وتلك الإشارة وسيلة إلى إهانة الشّيطان الّذي هو مفعول به ل «يتّبع» إذ من كان اتّباعه موجبا للخيبة والخسران كان مهانا ومحقّرا.
(٦) أي قد يجعل الإيماء المذكور وسيلة «إلى تحقّق الخبر» أي تقريره وتثبيته ، وبعبارة أخرى : جعل الخبر مقرّرا وثابتا في ذهن السّامع حتّى كان الإيماء المذكور برهانا ودليلا
__________________
(١) سورة الأعراف : ٩١.