بالبادية ، لأنّ فقد العزّ في الحضر (١) [أو التّعريض (٢) بغباوة السّامع] حتّى كأنّه لا يدرك غير المحسوس (٣) [كقوله (١) :
أولئك آبائي فجئني (٤) بمثلهم |
|
إذا جمعتنا يا جرير المجامع |
أو بيان حاله (٥)] أي المسند إليه [في القرب أو البعد أو التّوسّط كقولك : هذا (٦) وذلك (٧) وذاك زيد (٨)] وأخّر ذكر التّوسّط (٩)
______________________________________________________
(١) أي في البلد والمدينة.
(٢) أي إشارة خفيّة بغباوة السّامع وبلادته ، ويكون عطفا على قوله : «تميّزه».
(٣) أي لا يتميّز الشّيء عنده إلّا بالحسّ.
(٤) أي اذكر بمثلهم من آبائك ، فالأمر أعني «جئني» للتّعجيز أي إظهار المتكلّم عجز المخاطب ، وحاصل الكلام في قول الفرزدق إنّ جريرا كأمير هو اسم الشّاعر ، المجامع جمع المجمع وهو مكان الاجتماع ، وكان العرب يجتمعون ويتناشدون الأشعار ، ويذكر كلّ واحد منهم مفاخر آبائه.
ومحلّ الشّاهد :
في قوله : «أولئك» حيث أوتي المسند إليه باسم الإشارة للتّعريض بغباوة جرير حتّى كأنّه لا يدرك غير المحسوس.
(٥) أي أنّه يؤتى بالمسند إليه اسم الإشارة لبيان حال معناه من القرب من المتكلّم أو السّامع ، أو البعد أو التّوسّط منهما.
(٦) مثال للقرب.
(٧) مثال للبعد.
(٨) مثال للمتوسّط.
(٩) أي أنّ نظم الطّبيعي يقتضي ذكر القرب ثمّ التّوسّط ثمّ البعد إلّا أنّ المصنّف عدل عنه ، لأنّ التّوسّط لا يتحقّق إلّا بعد تحقّق طرفيه ، أعني القرب والبعد ، وبتعبير واضح إنّ التّوسّط نسبة بين القرب والبعد ، فيتوقّف تعقّله على تعقّلهما.
__________________
(١) أي قول الفرزدق في خطابه جريرا.