حقير ، فكيف بالعظيم (١)؟! [أو التّكثير كقولهم : إنّ له لإبلا (٢) ، وإنّ له لغنما ، أو التّقليل نحو : (وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ)(١)] والفرق بين التّعظيم والتّكثير إنّ التّعظيم بحسب ارتفاع الشّأن وعلوّ الطبقة (٣) ، والتّكثير باعتبار الكميّات (٤) والمقادير (٥) تحقيقا كما في الإبل (٦) أو تقديرا كما في الرّضوان (٧) ، وكذا (٨) التّحقير والتّقليل وللإشارة إلى أنّ بينهما (٩) فرقا قال : [وقد جاء] التّنكير [للتّعظيم والتّكثير (١٠) نحو : (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ)(٢)
______________________________________________________
(١) أي لا يكون لطالب الإحسان مانع عظيم قطعا ، فالاستفهام للإنكار.
(٢) أي إبلا كثيرا «وإنّ له غنما» أي كثير ، ومثال التّقليل : (نحو : (وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ) أي رضوان قليل من الله أكبر من كلّ نعيم في الجنّة ، لأنّ ما عداه من ثمراته فإنّ رضاه سبب لكلّ سعادة وفلاح ، والقرينة في الجميع حكم العقل والذّوق السّليم والفهم المستقيم.
(٣) أي المرتبة والدّرجة ، فهو راجع إلى الكيفيّات.
(٤) أي المنفصلة كما في المعدودات.
(٥) أي الكمّيّات المتّصلة ، كما في المكيلات والموزونات.
(٦) حيث يقال : مائة إبل أكثر من خمسين ، فالتّكثير حقيقيّ.
(٧) حيث إنّ الرّضوان من المعاني الّتي تتّصف بالكثرة والقلّة عرفا ، فالتّكثير تقديريّ.
(٨) أي الفرق بين التّحقير والتّقليل ، حيث إنّ الأوّل بحسب انحطاط الشّأن وسفالة الطّبقة ، والثّاني : بحسب اعتبار الكمّيّة والتّعداد.
(٩) أي بين التّعظيم والتّكثير فرقا ، فإنّ عطف «التّكثير» على «التّعظيم» في قوله : جاء للتّعظيم والتّكثير ، يقتضي المغايرة بينهما.
(١٠) أي جاء التّنكير للتّعظيم والتّكثير جميعا في جملة واحدة.
__________________
(١) سورة التّوبة : ٧٣.
(٢) سورة فاطر : ٤.