ففي هذا الإبهام (١) من تفخيم فضله (٢) وإعلاء قدره ما لا يخفى ، [وأمّا وصفه (٣)] أي وصف المسند إليه ، والوصف قد يطلق على نفس التّابع المخصوص (٤) ، وقد يطلق بمعنى المصدر (٥) ، وهو (٦) الأنسب ههنا ، وأوفق بقوله : وأمّا بيانه ، وأمّا الإبدال عنه ، أي وأمّا ذكر النّعت له (٧)
______________________________________________________
(١) خبر مقدّم ، وقوله : «ما لا يخفى» مبتدأ مؤخّر ، أي ما لا يخفى على من له أدنى دراية بخصوصيّات اللّغة العربيّة.
(٢) أي فضل نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنّ الإبهام يدلّ على أنّ المعبّر عنه أعظم في رفعته ، وأجلّ من أن يعرف حتّى يصرّح به.
(٣) قدّم الوصف على سائر التّوابع لكثرة وقوعه في الكلام وكثرة اعتباراته ، أي فوائده ومباحثه والأغراض المتعلّقة به من التّوضيح والتّخصيص ونحوهما كالمدح والذّمّ.
وبعبارة أخرى : إنّ الصّفة على أربعة أوجه : لأنّ الموصوف إمّا أن لا يعلم ويراد تمييزه عن أسماء الأجناس بما يكشفه ، فهي الصّفة الكاشفة ، وإمّا أن يعلم لكن التبس من بعض الوجوه ، فيؤتى بما يرفعه ، فهي المخصّصة ، وإمّا أنّه لم يلتبس ولكن يوهم الالتباس فيؤتى بما يقرّره فهي المؤكّدة ، وإلّا فهي المادحة والذّامّة.
(٤) أي كالعالم والفاسق ونحوهما.
(٥) أي الإتيان بالوصف ، وبعبارة أخرى : توصيف المسند إليه بوصف فيكون فعل المتكلّم.
(٦) أي المعنى المصدري «الأنسب ههنا» وأوفق بقوله : «وأمّا بيانه» لأنّه مصدر ، وبيان ذلك إنّ الوصف يطلق بالاشتراك على معنيين :
أحدهما : وهو الأصل فيه المعنى المصدريّ أعني ذكر أوصاف للشّيء.
والآخر : النّعت أعني التّابع المخصوص ، لكن حمله على الأوّل أشبه طردا للباب على وتيرة واحدة ليوافق قوله في بقيّة التّوابع حيث عبّر عنها بالمعنى المصدري ، أعني قوله : «وأمّا بيانه وأمّا الإبدال عنه» وأمّا العطف فحمله على المعنى المصدريّ أنسب بالتّعليل وهو قوله : «فلكونه ...» وأوفق بقوله : «وأمّا بيانه وأمّا الإبدال عنه ...».
(٧) تفسير لقوله : «وأمّا وصفه» بناء على المعنى المصدري.