[فلكونه] أي الوصف بمعنى المصدر والأحسن أن يكون بمعنى النّعت (١) على أن يراد باللّفظ (٢) أحد معنييه (٣) ، وبضميره معناه الآخر (٤) على ما سيجيء في البديع (٥) [مبيّنا له] أي للمسند إليه [كاشفا عن معناه كقولك : الجسم الطّويل العريض العميق يحتاج إلى فراغ يشغله (٦)] فإنّ هذه الأوصاف ممّا يوضّح الجسم ويقع تعريفا له. [ومثله في الكشف] أي مثل هذا القول في كون الوصف للكشف والإيضاح وإن لم يكن وصفا للمسند إليه [قوله : (٧)
الألمعيّ الّذي يظنّ بك الظّ |
|
نّ كأن قد رأى وقد سمعا] |
______________________________________________________
(١) أي الأحسن أن يكون الوصف الّذي عاد عليه الضّمير بمعنى النّعت.
وجه الأحسنيّة : أنّ الكاشف عن معناه ، والمبيّن للمسند إليه إنّما هو الأمر اللّفظي أعني النّعت النّحوي لا الأمر المعنوي القائم بالمتكلّم أعني المصدر أعني ذكر الوصف وإن كان ذكره مبيّنا بواسطة النّعت فيكون النّعت كاشفا ومبيّنا أوّلا وبالذّات ، والمعنى المصدريّ إنّما يتّصف بهما ثانيا وبالعرض.
(٢) أعني قوله : «وصفه».
(٣) وهو الوصف بالمعنى المصدري.
(٤) أي النّعت النّحوي على سبيل الاستخدام.
(٥) أي في بحث الاستخدام من علم البديع ، وهو أن يكون للفظ معنيان يراد أحدهما بظاهره ، والآخر بضميره ، والمقام من هذا القبيل يراد بظاهر الوصف المعنى المصدري ، وبضميره أعني «فلكونه» المعنى الأخر ، وهو النّعت النّحوي.
(٦) أي يحتاج إلى مكان يملأ الجسم ذلك المكان بأنّ يستقرّ فيه ، فإنّ الأوصاف الثّلاثة المذكورة للجسم بمجموعها كان مبيّنا وكاشفا عن معنى الجسم الّذي هو عبارة عن المتحيّز القابل للقسمة في الأبعاد الثّلاثة أعني الطّول والعرض والعمق ، وإليه أشار الشّارح بقوله : «ويقع تعريفا له» أي تعريفا مساويا له ، ثمّ قوله : «يحتاج إلى فراغ» خبر عن قوله : «الجسم» ، وهنا كلام طويل تركناه رعاية للاختصار.
(٧) أي قول أوس بن حجر ، ثمّ المماثلة بين القولين في مجرّد كون الوصف