[وأمّا توكيده (١)] أي توكيد المسند إليه [فللتّقرير] أي تقرير المسند إليه (٢) ، أي تحقيق مفهومه (٣) ومدلوله (٤) أعني جعله (٥) مستقرّا (٦) محقّقا (٧) ثابتا بحيث لا يظنّ به (٨) غيره ، نحو : جاءني زيد زيد ، إذا ظنّ (٩) المتكلّم غفلة السّامع عن سماع لفظ
______________________________________________________
النّكرة هو الجنس دون الفرد.
قلت : إنّ وقوع النّكرة في سياق النّفي ليس نصّا في أنّ المراد بها الجنس الموجود في ضمن جميع الأفراد دون الفرد لاحتمال أن يكون الاستغراق عرفيّا كأن يكون المراد بالدّابة الّتي في الآية ذوات القوائم الأربع ، وبالطّائر الطّيور الّتي يعتبرها النّاس ويعتدّون بها كالطّيور الّتي تصادّ ، وعليه لا يكون المراد بهما الجنس الموجود في ضمن جميع الأفراد ، بل الفرد حيث إنّ المراد به الأعمّ من الواحد والطّائفة ، فإذا يصحّ جعل الوصفين لبيان أنّ المقصود هو الجنس الموجود في ضمن جميع الأفراد.
(١) أي تعقيب المسند إليه المعرّف بالتّابع المسمّى بالتأكيد.
(٢) التّفسير المذكور ردّ على من حمل التّقرير على تقرير الحكم.
(٣) وهذا التّفسير الثّاني إشارة إلى أنّ المراد بالتّقرير ليس ذكر المسند إليه أوّلا ، ثمّ ذكر ما يقرّره ويثبته ثانيا ، فإنّ هذا يشمل نحو : أنا سعيت في حاجتك ، وهو ليس المراد في المقام.
(٤) عطف على مفهومه وإنّما أتى به لإفادة أن ليس المراد تقرير معناه الحقيقيّ فقط ، كما هو المتبادر إلى الفهم من لفظ المفهوم ، بل المراد تقرير ما يدلّ عليه المسند إليه سواء كان معنى حقيقيّا ، كما في قولك : جاءني زيد نفسه ، أو معنى مجازيّا ، كقولك : دخل الأسد نفسه في الحمّام.
(٥) أي المفهوم.
(٦) أي في ذهن السّامع.
(٧) أي متيقّنا عند السّامع.
(٨) أي لا يظنّ السّامع بالمسند إليه غيره ، وبعبارة أخرى : بحيث يدفع ظنّ السّامع بالمسند إليه غيره.
(٩) المراد بالظّنّ أعمّ من الاحتمالات والوهم ، فإنّ السّامع ربّما يتوهّم في حكمك