[فلمّا] هو ظرف (١) بمعنى إذ (٢) يستعمل استعمال الشّرط (٣) يليه فعل ماض لفظا أو معنى (٤) [كان علم البلاغة] هو المعاني والبيان (٥) [و] علم [توابعها (٦)] هو البديع
______________________________________________________
عنه ووقعت في موضعه لكن لمّا كانت الفاء قريبة من أمّا فكأنّها حلّت في موضع ملزومها فهي حالّة محلّه في الجملة لا في التّحقيق. وكذا لمّا كان الاسم ملاصقا لأمّا ، فكأنّ الاسميّة حلّت محلّ ملزومها فهي حالّة محلّه في الجملة لا في التّحقيق.
(١) أي لمّا ظرف إذا وقع بعده جملتان تصلحان للشّرط والجزاء وإلّا كانت حرف نفي كلم ، نحو ندم زيد ولمّا ينفعه النّدم ، أو تكون بمعنى إلّا ، نحو قوله تعالى : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) أي إلّا عليها حافظ.
(٢) قوله : «فلّما هو ظرف بمعنى إذ» أحسن من قوله : في المطوّل حيث قال : (لمّا ظرف بمعنى إذا) بل لا يصحّ جعل لمّا بمعنى إذا لأنّ إذا للاستقبال وإذ للمضيّ ، ولمّا متّحد مع إذ معنى ، إذ كلّ منهما للمضيّ ويستعمل استعمال الشّرط من حيث إفادتها التّعليق في الماضي.
(٣) كما في قولك لمّا قمت قمت.
(٤) كما في قولك لمّا لم تقم لم أقم. ولمّا اسم بمعنى إذ ، وليس حرف شرط كما توهّمه بعض من قول سيبويه حيث قال : لمّا لوقوع أمر لوقوع غيره.
فتوهّم بعضهم من هذا القول أنّ لمّا حرف شرط مثل لو ، إلّا أنّ لو لانتفاء الثّاني لانتفاء الأوّل ، ولمّا لثبوت الثّاني لثبوت الأوّل.
وقد ظهر بطلان هذا التوهّم ممّا ذكرناه من أنّ لمّا اسم بمعنى إذ يستعمل استعمال الشّرط ، والوجه في ذلك أنّه إذا اتّحد معنى لفظ مع معنى اسم كان هو أيضا اسما ، وقد عرفت أنّ لمّا متّحد مع إذ معنى فيكون مثله في الاسميّة ، ولا يتّحد مع لو معنى ، لأنّه للامتناع وذلك للثّبوت ، فلا يكون حرف شرط مثله.
(٥) أي هو علم المعاني والبيان.
(٦) أي توابع البلاغة وتقدير الشّارح لفظ العلم قبل توابعها إشارة إلى أنّ توابعها مجرور على المضاف إليه السّابق أعني البلاغة ، إنّ المضاف الّذي هو علم مسلّط عليها لأنّ القيد المقدّم على المعطوف عليه يعتبر في المعطوف أيضا.