مقدّمة
رتّب المختصر (١) على مقدمة وثلاثة فنون
______________________________________________________
أمّا على الأوّل فظاهر. وأمّا على الثّاني فلأنّ حسبي وإن كان مفردا لفظا إلّا أنه جملة خبريّة معنى لأنّه بمعنى محسبي وهو بمعنى يحسبني.
نعم قد وقع الخلاف بينهم في صحّة عطف الجملة الإنشائيّة على الإخباريّة وعدمها وتحقيق المرام في هذا المقام يحتاج إلى بسط الكلام المنافي للاختصار المقصود فتركنا بسط الكلام رعاية لما هو المقصود في المقام.
ومن يريد التّحقيق والتّفصيل فعليه أن يرجع إلى كتاب (المفصّل في شرح المطوّل) للمرحوم الشّيخ موسى البامياني رحمهالله.
نعم قد يقال : إنّ جملة «وهو حسبي «قد استعملت استعمال الجمل الإنشائيّة حيث أريد بها الثّناء على الله تعالى بأنّه هو الكافي أو يراد بقوله : «نعم الوكيل «الإخبار عن الله تعالى بأنه حسن الوكالة والقيام بشؤون العباد فحينئذ يرتفع الإشكال رأسا.
(١) أي «رتّب» المصنّف «المختصر على مقدّمة وثلاثة فنون» وقد اعترض على كلام الشّارح :
أوّلا : بأنّه قد جعل المقدّمة من المقصود مع أنّها خارجة عنه قطعا.
وثانيا : بأنّه قد جعل الخطبة خارجة عن المختصر حيث قال : «رتّب المختصر على مقدّمة وثلاثة فنون» مع أنّها جزء من المختصر يقينا ، لأنّ المختصر اسم لمجموع ما في الدّفّتين ، كما يدلّ عليه قوله فيما سبق افتتح كتابه بالحمد ، كيف ولو لم تكن جزء له للزم أن لا يكون المصنّف عاملا بالحديث المشهور من أنّ «كلّ أمر ذي بال لم يبدأ ببسم الله أو الحمد لله فهو أبتر» ، إذ لا شكّ أنّ تأليف الكتاب الخارج عنه الخطبة أمر ذو بال ، ولم يقع افتتاحه بهما ، بل وقع افتتاح الخطبة بهما.
ويمكن الجواب عن الأوّل : بأنّ المراد من المقصود مقصود الكتاب لا مقصود العلم ، وما تكون المقدّمة خارجة عنه إنّما هو مقصود العلم لا مقصود الكتاب لأنّه عبارة عن المقدّمة وثلاثة فنون ، فإذا لا غبار على ما ذكره الشّارح من تلك الناحية.
وعن الثّاني : بأنّ المراد بالمختصر ما هو المقصود منه على طريق ذكر الكلّ وإرادة