وتتلفت : الواو واو المعية (١) حرف عطف. (تتلفت) مضارع منصوب (بأن) مضمرة بعد واو المعية. والفاعل مستتر تقديره (أنت). (أن) المضمرة بعد واو المعية وما بعدها بتأويل مصدر (التلفت) معطوف بوساطة واو المعية على مصدر متوهم (أو منتزع) من الكلام السابق : التقدير : (لا يكن منك قيادة وتلفت).
ملاحظة :
(لما كان لا بد من التجانس بين المعطوف والمعطوف عليه ، إذ لا نعطف إلا اسما على اسم أو فعلا على فعل ، أو جملة على جملة ، أو مصدرا على مصدر ، ولما كان المصدر المؤول من (ان) المضمرة بعد واو المعية وما بعدها غير مسبوق بمصدر ليعطف عليه ، لجأنا الى هذه الطريقة : وهى أن نتوهم وجود مصدر ننتزعه من معنى الكلام السابق لواو المعية ، وعند ذلك يمكن واو المعية ان تعطف المصدر المؤول بعدها على المصدر المتوهم قبلها).
__________________
(١) سميت بواو المعية لأن الحدث الذي بعدها يكون مصاحبا للحدث الذي قبلها ، والحدثان في المثال المعرب هما (قيادة السيارة والتلفت). والفرق بينها وبين الواو العاطفة العادية هو فيما يأتي : لا يقصد في المثال المذكور النهى عن القيادة وحدها إذ يمكنك ان تقود سيارتك في اي وقت تشاء ، وليس النهي منصبا على التلفت وحده فيمكنك ان تتلفت في اي وقت تشاء ايضا ، ولكن المقصود هو النهي عن الجمع ما بين القيادة والتلفت معا لأن في ذلك خطرا كبيرا.
أما لو كانت الواو العاطفة هي بدل واو المعية في المثال المذكور (لا تقد سيارتك) وتتلفت فيجب اولا جزم (تتلفت) لانه معطوف على فعل مجزوم هو (تقد) ويصبح المعنى (لا تقد سيارتك ولا تتلفت) اي انك منهى عن القيادة في كل الظروف والاحوال كما انك منهي عن التلفت في كل الظروف والاحوال ايضا ، والفرق كما ترى ظاهر فمع واو المعية انت منهي عن الجمع فقط ما بين القيادة والتلفت. ولا توجد واو المعية هذه (وشأنها كشأن فاء السببية) إلا بعد كلام فيه نفي أو طلب ، والطلب يشمل النهي والاستفهام والامر والدعاء والتمني والترجي والحض ... الخ.