الاسماء ، وما كان منها من الاسماء اختلف : فبعضها يدل على الذات وبعضها يدل على الزمان او المكان ، وبعضها يدل على الحال. فما سبب ذلك؟
٣ ـ معنى الشرط :
الشرط هو ربط حدثين يتوقف ثانيهما على أولهما. مثل : (إن تجتهد تنجح) ، فالنجاح مرتبط بالاجتهاد ومتوقف عليه فان حدث الاجتهاد حدث النجاح ، والعكس صحيح ايضا ، أي إن لم يحدث الاجتهاد لم يحدث النجاح. ولما كان وقوع الاجتهاد شرطا لوقوع النجاح سمي فعل (تجتهد) فعل الشرط وسمى فعل (تنجح) جواب الشرط أو جزاءه. فأما أنه جواب فعلى تقدير سؤال : (ان اجتهد فما ذا تحدث؟) والجواب : (تنجح) وأما أنه جزاء فلأن (النجاح) هو نتيجة (للاجتهاد) وجزاء عليه.
فان اريد الربط بين الحدثين فقط استعملت إحدى الاداتين (إن ـ اذ ما) ولذا كانتا حرفين لانهما لا تؤديان إلا معنى الربط وحده. ولكن يحدث أن يشترط مع الحدث زمن معين ، وذلك حين نقول : (متى تجتهد تنجح) فالنجاح هنا ليس هو وحده المشروط (بالاجتهاد) وحده ، بل إن (زمن) النجاح ايضا مشروط (بزمن) الإجتهاد أي إن الاجتهاد والنجاح يتمان في (زمن) واحد ، ولهذا عدت (متى) اسما للشرط لا حرفا له ، لأنها ـ فوق دلالتها على الشرط ـ تدل على الزمان ايضا. وما يقال عن ادوات الزمان الشرطية (متى ـ ايان) يقال عن ادوات المكان الشرطية (أين ـ أنّى ـ حيثما).
وكذلك قد لا نكتفي بالربط المجرد بين الحدثين بل. نزيد فنربطهما بذات واحدة ، وذلك في قولنا : (من يجتهد ينجح) فالنجاح مرتبط بالاجتهاد و (الذات) الناجحة هي نفسها (الذات) المجتهدة : (الذي ينجح نفسه