ثمّ أشار إلى تفصيل النّكتة (١) الدّاعية إلى العدول عن لفظ الفعل المستقبل بقوله : [كإبراز غير الحاصل (٢) في معرض (٣) الحاصل لقوّة الأسباب] المتآخذة (٤) في حصوله (٥) نحو : إن اشتريت كان كذا ، حال انعقاد أسباب (٦) الاشتراء ، [أو كون ما هو (٧) للوقوع كالواقع]
______________________________________________________
وقوله : «فلينعم» دالّ على الجزاء ، وهو محذوف أي لم يبق خاليا.
(١) أي ثمّ أشار المصنّف إلى تفصيل سبب النّكتة ، فهو على حذف مضاف ، وذلك لأنّه لم يذكر إلّا نكتة ، وذكر لها أسبابا كثيرة ، فالتّفصيل يرجع إلى سبب النّكتة لا إليها.
(٢) أي أمر المستقبل.
(٣) أي معرض ، كمسجد اسم لموضع عرض الشّيء ، أي ذكره وظهوره ، وموضع الذّكر والظّهور للشّيء ، عبارة عن اللّفظ الدّالّ عليه ، فهو مكان اعتباري لا حقيقي ، وبعبارة أخرى : إنّ المراد من المعرض في المقام هو لفظ الماضي ، أو الحال الدّال على غير الحاصل ، أي الأمر الاستقبالي ، والمعنى كإظهار المعنى الاستقبالي الغير الحاصل باللّفظ الدّالّ على المعنى الحاصل في الحال ، أو في الماضي قوله : «لقوّة الأسباب» علّة للإبراز المذكور ، وآل في الأسباب للجنس ، فيشمل ما له سبب واحد.
(٤) بالمدّ مع تخفيف الخاء من التّأخّذ ، وهو التّفاعل من الجانبين ، والمراد في المقام المجتمعة» المتآخذة» أي المجتمعة التّي أخذ بعضها بعضد بعض ، ومعلوم أنّ الشّي إذا قويت أسبابه يعدّ حاصلا.
(٥) أي حصول غير الحاصل.
(٦) من رغبة المشتري والبائع ، وتراضيهما على الثّمن والمثمن ، وحضور كلّ من الثّمن والمثمن ، وتوافقهما على القيمة ، وغير ذلك من المقدّمات التّي تؤدي إلى تحقّق البيع.
(٧) أي كون ما هو بصدد الوقوع يعني يعبّر بالماضي عن المعنى المستقبل في جملة الشّرط ، لقصد إبراز غير الحاصل في معرض الحاصل ، لكون ذلك المعنى الاستقبالي شأنه الوقوع ، فهو كالواقع في ترتّب ثمرة الموقوع في الجملة على كلّ منهما ، نحو : إن متّ كان كذا وكذا.