ومذهب المبرد أنّها (١) تستعمل في المستقبل استعمال إن للوصل (٢)
______________________________________________________
(١) أي لو تستعمل لو في المستقبل لمجرّد الوصل والرّبط ، كما تستعمل إن الشّرطيّة في غير المستقبل لمجرد الوصل والرّبط ، فكما لا قصد إلى الشّرط والتّعليق هنا ، فكذلك لا قصد إلى ذلك ههنا ، لكن استعمال لو لمجرّد الوصل والرّبط ، دون الشّرط ، والتّعليق قليل ، وهو مع قلّته ثابت «نحو قوله عليهالسلام : اطلبوا العلم ولو بالصّين» أي ولو كان طلبكم بالصّين ، ونحو : تناكحوا تناسلوا «فإنّي أباهي بكم الأمم يوم القيامة ، ولو بالسّقط» أي ولو كان مباهاتي بالسّقط ، وهو الولد الّذي يسقط من رحم الأمّ ، وليس له روح ، فالشّرط في هذين المثالين مستقبل ، أمّا في الأوّل فلأنّه في حيّز الأمر ، وهو لا يتعلّق بالموجود في الماضي أو الحال ، لأنّه مستلزم لطلب الحاصل وهو محال.
وأما في الثّاني فلأنّ المباهاة تكون يوم القيامة ، لا في الحال.
(٢) هذا في بعض النّسخ وفي بعض النّسخ بإسقاط قوله : «للوصل» فمعنى العبارة حينئذ : ومذهب المبرد أنّ لو تستعمل في المستقبل استعمال إن الشّرطيّة ، أي تستعمل مجازا في تعليق حصول مضمون الجزاء على حصول مضمون الشّرط في الاستقبال ، من دون الجزم بوقوع الشّرط وعدم وقوعه ، والنّكتة في هذا الاستعمال قصد استبعاد حصول مضمون الشّرط وادّعاء كونه بمنزلة المحال.
لا يقال : إنّ الكلام حينئذ في لو التّي للشّرط ، فلا يصحّ التّمثيل بالمثالين المذكورين ، إذ لا جواب لها في هذين المثالين ، وإنّما هي للوصل والرّبط ، كما عرفت.
لأنّا نقول : إنّ التّمثيل بالمثالين على القول بأنّ لو هذه جوابها مقدّر ، والأصل ولو يكون العلم بالصّين فاطلبوه ، ولو تكون المباهاة بالسّقط ، فإنّي أباهي به ، فالشّرط في هذين المثالين مستقبل ، بدليل أنّه في حيّز اطلبوا في المثال الأوّل ، وما يتوجّه إليه الأمر مستقبل ، والمباهاة في المثال الثّاني إنّما هي يوم القيامة الّذي هو مستقبل ، وهذا الاحتمال الثّاني أولى أن يكون مراد المبرّد.
نعم يظهر من المغني أنّ مراده هو الاحتمال الأوّل ، أي استعمال لو للوصل والرّبط ، حيث قال في المغني ، والأوضح مذهبه إلى أنّ ذكر ردّ ابن الحاجب على المبرّد بآيات وأبيات ، وصريحها إثبات الجواب لها.