خبر مبتدأ محذوف (١) أو خبر (٢) (ذلِكَ الْكِتابُ) [أو للتّحقير (٣)] نحو : ما زيد شيئا (٤).
[وأمّا تخصيصه] أي المسند [بالإضافة] نحو : زيد غلام (٥) رجل [أو الوصف] نحو : زيد رجل (٦) عالم [فلكون الفائدة أتمّ].
______________________________________________________
(١) أي هو هدى ، أي هداية فخيمة عظيمة لهم.
وإنّما قال : «على أنّه خبر مبتدأ محذوف» ، لأنّه يحتمل أن يكون منصوبا على الحاليّة ، وأن يكون مرفوعا مبتدأ ، وفيه خبر مقدّما عليه لتنكيره وخبر (لا رَيْبَ فِيهِ) محذوف ، والتّقدير : لا ريب فيه ، فيه هدى ، وكيف كان فالتّمثيل بالآية لتنكير المسند للتّفخيم ، بناء على أن يكون (هُدىً) خبرا ، وأمّا إن أعرب حالا من الكتاب فهو خارج عن باب المسند الذّي كلامنا فيه ، وإن كان التّنكير فيه للتّفخيم والتّعظيم أيضا.
(٢) أي خبر ثان ل (ذلِكَ الْكِتابُ ،) وخبره الأوّل قوله : (لا رَيْبَ فِيهِ ،) ويكون (الْكِتابُ) نعتا لذلك ، فالتّنكير في (هُدىً) حينئذ للدّلالة على فخامة هداية الكتاب وكمالها ، وقد أكّد ذلك التّفخيم بكونه مصدرا مخبرا به عن (الْكِتابُ ،) حيث إنّه يفيد أنّ (الْكِتابُ) لمكان كماله في الهداية أصبح نفس الهداية.
(٣) أي فلإظهار حقارة المسند ، وانحطاط شأنه.
(٤) أي ليس شيئا يعتنى به ليعرف ، وكان الأولى أن يمثّل بنحو الحاصل لي من هذا المال شيء ، أي حقير ، لأنّ التّحقير في المثال المذكور لم يستفد من التّنكير ، بل إنّما استفيد من نفي الشّيئيّة ، إذ المعنى إنّ زيدا ملحق بالمعدومات ، فليس شيئا حقيرا ، فضلا عن أن يكون شيئا عظيما.
(٥) أي في التّمثيل المذكور إشارة إلى أنّ التّخصيص إنّما يجري في إضافة النّكرة إلى النّكرة ، لا في إضافة النّكرة إلى المعرفة ، ثمّ هذا أولى من تمثيل السّكاكي بزيد ضارب غلامه ، لأنّ الإضافة في هذا التّمثيل لفظيّة فتفيد التّخفيف دون التّخصيص.
(٦) كان الأولى أن يمثل بنحو : زيد شاعر متهوّر ، لأنّ الوصف في نحو : زيد رجل عالم ، محصل لأصل الفائدة ، فلا مجال لجعله سببا لأتمّيّة الفائدة ، اللهم إلّا أن يقال : إنّ التّمثيل به مبنيّ على أنّه قد يكون كلاما مع من يتوهّم أنّ زيدا لم يبلغ أوان الرّجوليّة ، وأنّه صبي بعد ، أو مع من يتوهّم أنّه اسم امرأة ، والحاصل إنّ إتيان المسند مخصّصا بالإضافة ، أو الوصف إنّما