دون الأخرى ، فأيّهما (١) كان بحيث يعرف السّامع اتّصاف الذّات به ، وهو (٢) كالطّالب بحسب زعمك أن تحكم عليه (٣) بالآخر يجب أن تقدّم اللّفظ الدّال عليه (٤) ، وتجعله (٥) مبتدأ ، وأيّهما (٦) كان بحيث يجهل اتّصاف الذّاتّ به ، وهو كالطّالب بحسب زعمك أن تحكم بثبوته (٧) للذّات أو انتفائه عنه يجب أن تؤخّر اللّفظ الدّال عليه وتجعله خبرا ،
______________________________________________________
(١) أي الصّفتين اللّتين لذات واحدة ، أي شرطيّة جوابها ، قوله : «يجب أن تقدّم اللّفظ الدّالّ عليه ...» وكان الأولى أن يقول الشّارح : فأيّهما مراعاة لصفتين ، إلّا أن يقال : إنّ الضّمير في قوله : «فأيّهما» يعود إلى الوصفين ، أي فأيّ الوصفين.
(٢) أي حال كون السّامع» كالطّالب بحسب زعمك» أي ظنّك وفهمك ، وإن لم يكن كذلك في الواقع.
(٣) أي السّامع كالطّالب أن تحكم أنت على الذّاتّ الّذي يعرف السّامع اتّصافه بأحد الوصفين» بالآخر» أي الوصف الّذي لا يعرف اتّصافه به.
(٤) أي على الوصف الّذي يعرف السّامع اتّصاف الذّات به.
(٥) أي أنت تجعل الوصف الّذي يعرف السّامع اتّصاف الذّات به ... مبتدأ.
(٦) أي الوضعين» كان بحيث» ، أي كان بحالة يجهل السّامع اتّصاف الذّاتّ به ، وقد روعي في الإتيان بكلمة «حيث» مجرورة بالباء في الموردين ، قول من يقول بتصرّفها ، فتكون من هذه الجهة غير خارجة عن أصلها. نعم تكون جائية على خلاف أصلها ، من جهة أنّ المراد بها الحالة لا المكان الّذي وضعت بإزائه لغة ، ولا ضير في ذلك من جهة وجود العلاقة بينهما حيث إنّ الحالة تشابه المكان من جهة الإحاطة ، فيكون استعمالها فيها من قبيل المجاز بالاستعارة.
(٧) أي بثبوت الوصف الّذي يجهل السّامع اتّصاف الذّات به ، أو تحكم بانتفاء ذلك الوصف المجهول عن الذّاتّ ، فحينئذ يجب عليك أن تؤخّر اللّفظ الدّالّ على الوصف المجهول عند السّامع ، وتجعل ذلك اللّفظ خبرا.