نحو : زيد (١) أبوه قائم
______________________________________________________
المسند ، أي جعل خبرا عنه أو منتف عنه ، مطلوب التّعليق بغير ما بني عليه ذلك المسند ، تعليق إثبات لذلك الغير بنوع ما ، أو تعليق نفي عنه بنوع ما ، أو يكون المسند فعلا يستدعي الإسناد إلى ما بعده بالإثبات أو بالنّفي فيطلب تعليق ذلك المسند متعلّقا بما قبله بسبب ما.
فالأوّل : نحو : زيد أبوه منطلق ، ـ إلى أن قال : ـ والثّاني : نحو : عمرو ضرب أخوه.
فإنّ المسند السّببي على هذا التّفسير يكون بمنزلة الوصف السّببي في كونه مثله حال ما هو من جملة سبب المسند إليه ، كالأب والأخ والعمّ والابن والبنت في نحو : زيد أبوه منطلق ، وعمرو أخوه شاعر ، وبكر عمّه قاض ، وخالدّ ابنه حكيم ، وبشر بنته معلّمة ، وأمّا على تعريف الشّارح ، حيث قال : «ويمكن أن يفسّر بأنّه جملة علّقت على المبتدأ بعائد بشرط أن لا يكون ذلك العائد مسندا إليه في تلك الجملة» ، فلا يستقيم ما ذكره ، لأنّ المسند السّببيّ على هذا التّعريف يصدق على ضربته ومررت به ، في نحو : زيد ضربته وعمرو مررت به ، مع أنّ المسند ليس حال ما هو من جملة سبب المسند إليه ، بل هو حال نفس المسند إليه.
نعم أغلب أفراد المسند السّببيّ حال ما هو من جملة سبب المسند إليه أيضا ، فما ذكره الشّارح إمّا ناظر إلى مذهب السّكّاكي ، وإمّا مبنيّ على الغالب.
(١) أي المسند في هذا المثال جملة لكونه سببيّا للمسند إليه ، بخلاف زيد قائم أبوه ، فإنّه ليس بجملة ، بل هو مفرد لما علم من أنّ اسم الفاعل مع فاعله المظهر أو المضمر من قبيل المفرد.