[لما مرّ (١)] من (٢) أنّ إفراده يكون لكونه غير سببيّ مع عدم إفادة التقوّي ، وسبب التقوّي في مثل زيد قام ، على ما ذكره صاحب (٣) المفتاح هو أنّ المبتدأ (٤) لكونه مبتدأ يستدعي (٥) أن يسند إليه (٦) شيء ، فإذا جاء بعده (٧) ما يصلح (٨) أن يسند إلى ذلك المبتدأ صرفه (٩)
______________________________________________________
(١) أي مثل مثال مرّ في بحث ذكر المسند ، حيث قال : المراد بالسّببيّ مثل زيد أبوه قائم ، فقوله : «كما مرّ» حوالة المثال على سابق الكلام.
(٢) بيان لما في قوله : «كما مرّ» ، والمعنى كما مرّ من أنّ كون المسند مفردا» يكون لكونه غير سببيّ مع عدم إفادة التقوّي» أي تقوّي الحكم ، فبطريق المقابلة يعلم أنّ كونه جملة لإفادة التقوّي ، أو لكونه سببيا.
(٣) أي دون ما ذكره الشّيخ ، كما يأتي في كلام الشّارح ، وقد وقع الخلاف بين السّكّاكي والشّيخ في سبب إفادة الجملة الفعليّة المسندة إلى المبتدأ التقوّي ، فذكر السّكّاكي شيئا والشّيخ شيئا آخر ، وقد ذكر الشّارح كلا المذهبين فانتظر تفصيلهما ، وما يرد عليهما. وحاصل الكلام في المقام أنّ سبب التقوّي ، أي ما يتوصّل به إلى التقوّي على مذهب صاحب المفتاح ، «هو» أي السّبب «أنّ المبتدأ لكونه» أي المبتدأ «مبتدأ» ، أي لا لكونه اسما جامدا أو مشتقّا ، أو ثلاثيّا أو رباعيّا ، أو غير ذلك من الحالات الكائنة فيه.
(٤) لو قال : هو أنّ المسند إليه لكونه مسندا إليه يستدعي أن يسند إليه شيء لكان أعمّ وأوضح.
(٥) أي يستدعي المبتدأ.
(٦) أي المبتدأ.
(٧) أي المبتدأ.
(٨) أي المراد بما يصلح هو الخبر مفردا كان نحو قائم ، وهذا في زيد قائم وعمرو هذا ، أو جملة نحو قام ، في زيد قام ، واحترز به عمّا لا يصلح أن يسند إلى المبتدأ ، نحو : زيد حجر ، لأنّ زيدا لا يكون حجرا.
(٩) أي صرف ما يصلح أن يسند إلى المبتدأ ، أي «صرفه ذلك المبتدأ إلى نفسه» ، فقوله : «صرفه» جواب «إذا» في قوله : «فإذا جاء» ، «وذلك المبتدأ» فاعل «صرفه».