باسم الفاعل على القول الغير الأصحّ ، ولا يخفى فساده (١). [وأمّا تأخيره] أي تأخير المسند [فلأنّ ذكر المسند إليه أهمّ كما مرّ (٢)] في تقديم المسند إليه. [وأمّا تقديمه] ، أي تقديم المسند [فلتخصيصه (٣) بالمسند إليه] ،
______________________________________________________
(١) أي لأنّ الظّرف على ذلك المذهب مفرد لا جملة كما عرفت ، لأنّ الجمليّة والمفرديّة باعتبار متعلّقه ، وإذا كان متعلّقه اسم فاعل كان مفردا ، وقد جزم بجمليّته أوّلا ، حيث قال : «إذ هي» ، أي الجملة الظّرفيّة ، ثمّ ذكر خلافا هل المقدّر فعل أو اسم ، وهو فاسد ، إذ الجملة لا تقدّر بمفرد أصلا حتّى يجوز قوله : إنّ المقدّر اسم.
(٢) أي كما مرّ مفصّلا ومشروحا في بحث تقديم المسند إليه ، يعني أنّ الأهمّيّة المقتضية لتقديم المسند إليه على المسند ، كما عرفتها سابقا مقتضية لتأخير المسند عن المسند إليه ، حيث إنّ أسباب الأهمّيّة كثيرة :
منها : إنّ الأصل في المسند إليه التّقديم وفي المسند التّأخير ، لأنّ فيه ضميرا عائدا إلى المسند إليه ، نحو : زيد في داره ، فإنّه يترجّح على في داره زيد.
ومنها : إنّ في تقديمه تشويق للمسند ، والغرض تقريره في ذهن السّامع ، كما تقدّم في قوله :
«والّذي حارت البريّة فيه ...».
ومنها إنّ في التّقديم تعجيل للمسرّة ، كما في قولك : سعد في دارك ، أو تعجيل للمساءة ، كما في قولك : السّفاح في دار صديقك.
فتحصّل من الجميع أنّ تأخير المسند عن المسند إليه إنّما هو لأهمّيّة تقديم المسند إليه لأصالته ، أو كون التّقديم فيه تشويق إلى آخر ما ذكرناه.
(٣) أي المسند ، وكان الأولى أن يقول : فلكون ذكره أهمّ ، ثمّ يفصّل أسباب الأهمّيّة على طبق بيان تقديم المسند إليه ، ومن أسباب التّقديم تخصيص المسند بالمسند إليه.
ومنها : اشتمال المسند إليه على ضمير المسند نحو : في الدّار صاحبها ، فإنّه لا يجوز صاحبها في الدّار ، وذلك للزوم عود الضّمير إلى المتأخر لفظا ورتبة.
ومنها : تضمّنه الاستفهام ، نحو : كيف زيد ، وأين عمرو ، ومتى الجواب.