كونه مفادا من الكلام ، فالتّعميم مفاد غير مقصود. ولبعضهم (١) في هذا المقام تخيّلات فاسدة لا طائل (٢) تحتها ، فلم نتعرّض لها (٣). [والأوّل] وهو أن يجعل الفعل مطلقا (٤) كناية عنه (٥) متعلّقا بمفعول مخصوص [كقول البحتري (٦) في المعتز بالله (٧)] تعريضا بالمستعين (٨) بالله :
[شجو حسّاده وغيظ عداه |
|
أن يرى مبصر ويسمع واع] |
______________________________________________________
(١) أي لبعض شارحيّ المفتاح ، أي الخلخالي» في هذا المقام تخيّلات فاسدة».
(٢) أي لا فائدة تحت تلك التّخيلات الفاسدة.
(٣) أي التّخيلات الفاسدة.
(٤) أي من غير الاعتبارات المتقدّمة من العموم والخصوص وغيرهما.
(٥) أي عن الفعل حال كونه متعلّقا بمفعول معيّن مخصوص ، كما يأتي في قول البحتري في مدح المعتزّ بالله بن المتوكّل العبّاسي.
(٦) وهو أبو عبادة ، وهو الشّاعر المشهور من شعراء الدّولة العبّاسيّة ، نسبة إلى بحتر بضم الموحدة وسكون الحاء ، وفتح التّاء ، أبو حي من طيّ.
(٧) أي في مدح المعتزّ بالله ، وهو إمّا اسم فاعل ، يقال اعتزّ فلان إذا عدّ نفسه عزيزة ، أو اسم مفعول أي المعزّ بإعزاز الله ، وهذا أحسن ، لأنّه لا يلزم من عدّ الشّخص نفسه عزيزة أن يكون عزيزا في الواقع ، وهو أي المعتزّ بالله أحد الخلفاء العبّاسيين الّذين كانوا ببغداد ، وهو ابن المتوكّل على الله.
(٨) وهو أخ المعتزّ بالله كان منازعا له في أمر الخلافة الباطلة ، فمراد الشّاعر بالحسّاد والأعداء ، هو المستعين بالله وأصحابه.
المعنى : «الشّجو» بالجيم والواو ، كدلو ، الحزن ، «الحسّاد» جمع حاسد ، وال «غيظ» الغضب المحيط بالكبد ، وهو أشدّ الحنق «العدى» بكسر العين وفتح الدّال مقصورا جمع عدوّ «الواعي» بالواو والعين الحافظ لما يسمعه.
أي الّذي يحفظ كلّ ما سمع ، ثمّ قوله : «يرى ويسمع» مؤوّل بالمصدر ، أي رؤية مبصر وسماع واع خبر للمبتدأ ، وصحّة الحمل مبنيّ على المبالغة ، أي أنّ الرّؤية والسّماع كانا سببين