بالمفعول ومحلّ كم (١) النّصب على أنّها (٢) مفعول ذدت ، وقيل : المميّز محذوف ، أي كم مرّة ، ومن في من تحامل زائدة (٣) ، وفيه نظر (٤) للاستغناء عن هذا الحذف (٥) والزّيادة (٦) بما ذكرناه (٧) [وسورة أيّام (٨)] أي شدّتها وصولتها [حززن (٩)] أي قطعن اللّحم [إلى العظم] فحذف المفعول ، أعني اللّحم [إذ لو ذكر اللّحم لربّما توهّم قبل ذكر ما بعده] أي ما بعد اللّحم ، يعني إلى العظم [إنّ الحزّ لم ينته إلى العظم] وإنّما كان في بعض اللّحم ، فحذف دفعا لهذا التّوهّم (١٠)
______________________________________________________
(١) أي محلّ لفظة كم هو النّصب على المفعوليّة للفعل المتعدّي ، الّذي وقع بعدها ، وفصل بينها وبين مميّزها.
(٢) أي كم الخبريّة.
(٣) أي زائدة في الإثبات على مذهب الأخفش.
(٤) أي فيما قيل نظر.
(٥) أي حذف المميّز.
(٦) أي زيادة من ، لأنّ كلّ من الحذف والزّيادة على خلاف الأصل.
(٧) أي حيث قلنا : إنّ محلّ كم النّصب على أنّها مفعول «ذدت» ، ومن تحامل مميّزها ، وزيادة من على مميّزها ، إنّما هي لدفع الالتباس بالمفعول ، فيكون هذا الوجه أرجح ، حيث إنّه غني عن التّقدير والزّيادة.
(٨) عطف على «تحامل» حادث ، فيكون كالتّفسير له ، والمعنى كم دفعت عني من تحامل حادث ، ومن سورة أيّام ، أي من كلفة ومشقّة ، ومن شدّة أيّام وصولتها.
(٩) الجملة في محلّ جرّ صفة لسورة ، وأتى بضمير الجمع ، وقال : «حززن» إمّا نظرا إلى أنّ لكلّ يوم سورة ، وإمّا لأنّ المضاف اكتسب الجمعيّة من المضاف إليه ، كما في قوله :
فما حبّ الدّيار شغفن قلبي |
|
ولكنّ حبّ من سكن الدّيارا |
حيث يكون ضمير شغفن عائدا إلى الحبّ ، وهو مفرد اكتسب الجمع من المضاف إليه ، أعني الدّيار.
(١٠) أي فترك ذكر اللّحم ليندفع ابتداء من السّامع هذا التّوهّم ، لأنّ الشّاعر كان حريصا على