[وإمّا لاستهجان (١) ذكره] أي ذكر المفعول [كقول عائشة رضياللهعنه : ما رأيت منه (٢)] أي من النّبيّ عليهالسلام [ولا رأى منّي] أي العورة. وإمّا لنكتة أخرى (٣) كإخفائه (٤) أو التّمكّن من إنكاره (٥) إن مسّت إليه حاجة ، أو تعيّنه (٦) حقيقة أو ادّعاء (٧) أو نحو ذلك (٨)
______________________________________________________
(١) أي إمّا يكون حذف المفعول لاستقباح ذكره ، ويكون التّفسير أعني «أي ذكر المفعول» لتعيين مرجع الضّمير في «ذكره».
(٢) صدر الحديث : كنت أغتسل أنا ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من إناء واحد ، فما رأيت منه ، ولا رأى منّي ، أي ما رأيت منه العورة ، ولا رآها منّي ، فحذف المفعول ، أي العورة من الفعلين لاستقباح ذكره ، والقرينة اقتران هذا الكلام مع ذكر أحواله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعاشرته للنّساء.
ويمكن أن يكون الحذف هنا للإشارة إلى تأكيد الأمر بستر العورة حسّا من حيث إنّه قد ستر لفظها على السّامع ليكون السّتر اللّفظيّ موافقا للسّتر الحسّي.
(٣) أي بأن يكون حذف المفعول لنكتة ، وغرض آخر غير النّكات والأغراض المذكورة.
(٤) أي إخفاء المفعول عن بعض السّامعين خوفا عليه كأن يقال : الأمير يحبّ ، عند قيام قرينة عند المخاطب الّذي قصد إفهامه دون بعض السّامعين ، على أنّ المراد يحبّني ، فيحذف المتكلّم المفعول خوفا على نفسه بأن يهيّج حسد بعض السّامعين بنسبة محبّة الأمير إليه فيؤذيه.
(٥) أي إنكار المفعول إن مسّت الحاجة إلى الإنكار ، كأن يقال : لعن الله ، ويراد زيد عند قيام القرينة فيحذف المتكلّم ذلك المفعول ليتمكّن من الإنكار عند الضّرورة والحاجة ، أي إذا نسب إليه تعيين زيد ، لأنّ الإنكار مع القرينة أمكن من الإنكار عند التّصريح.
(٦) أي تعيّن المفعول حقيقة كأن يقال : نحمد ونشكر ، أي الله لتعيّن أنّه المحمود والمشكور حقيقة.
(٧) أي تعيّن المفعول ادّعاء ، كأن يقال : نخدم ونعظّم ، والمراد هو أمير البلد بادّعاء تعيّنه ، وأنّ الذّهن لا ينصرف عند الإطلاق إلّا إليه.
(٨) كإيهام صونه عن اللّسان ، أو صون اللّسان عنه ، كما تقول في الأوّل : نمدح ونعظّم ، وتريد النّبيّ محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم عند قيام القرينة ، فلا يذكر تعظيما له من أن يجرى على اللّسان ، وفي الثّاني تقول : نستعذّ ونلعن أي الشّيطان ، فيحذف لصون اللّسان عنه إهانة له.