فالصّواب : ولكن عمرا [وأمّا نحو : زيدا عرفته (١) فتأكيد إن قدّر (٢)] الفعل المحذوف [المفسّر] بالفعل المذكور [قبل المنصوب] أي عرفت زيدا عرفته (وإلّا) أي وإن لم يقدّر المفسّر قبل المنصوب ، بل بعده [فتخصيص (٣)] أي زيدا عرفت عرفته ، لأنّ المحذوف المقدّر كالمذكور ، فالتّقديم عليه كالتّقديم على المذكور في إفادة الاختصاص (٤) ، كما في [بسم الله] (٥) ، فنحو : زيدا عرفته ، محتمل للمعنيين : التّخصيص والتّأكيد (٦) ،
______________________________________________________
الخطأ فيه ، ويرتفع هذا التّدافع لو بدّل قوله : «لكن أكرمته» بقوله : «لكن عمرا» حتّى يصبح الصّدر والذّيل متلائمين ، حيث إنّ كلّا منهما عندئذ ناطق بأنّ مبنى الكلام المحتوي على التّقديم هو الخطأ في المفعول ، بخلاف ما لو قيل : لكن أكرمته ، كما في المتن ، فإنّ الصّدر والذّيل عندئذ يصبحان متناقضين ، كما عرفت.
(١) أي إنّ ما سبق من أنّ نحو : زيدا ضربت ، وزيدا عرفت ، مفيد للاختصاص قطعا مورده ما لم يكن هناك ضمير الاسم السّابق يشتغل الفعل عنه بالعمل فيه ، وأمّا إذا كان هناك اشتغال ، فالفعل المذكور تأكيد للفعل المحذوف إن قدّر الفعل المحذوف المفسّر بالفعل المذكور قبل المنصوب مثل عرفت زيدا عرفته.
(٢) وفي هذا ردّ على صاحب الكشّاف حيث جزم بأنّ زيدا عرفته للتّخصيص.
(٣) أي التّخصيص المقيّد بكونه مقصودا ، فلا ينافي أنّ هناك تأكيدا.
(٤) أي كما أنّ تقديم المفعول على الفعل المذكور يفيد الاختصاص ، فكذلك تقديمه على المقدّر ، كما في قولنا : (بِسْمِ اللهِ) فإنّه يفيد التّخصيص بتقدير الفعل مؤخّرا أي باسم الله أبتدئ لا بغيره.
(٥) أي أنّه لا يفيد التّخصيص على فرض جعل المتعلّق المقدّر مؤخّرا ، ويكون ردّا على المشركين حيث كانوا يبتدئون باسم آلهتهم الباطلة ، فقوله : «كما في [بسم الله]» تشبيه في إفادة الاختصاص.
(٦) أي فعلى احتمال التّأكيد يكون الكلام إخبارا بمجرّد معرفة متعلّقه بزيد ، وعلى احتمال التّخصيص يكون الكلام إخبارا بمعرفة مختصّة بزيد ، ردّا على من زعم تعلّقها بعمرو مثلا دون زيد أو زعم تعلّقها بهما ، فالقصر على الأوّل هو قصر ججقلب ، وفي الثّاني قصر التّعيين.