[وأورد (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) يعني لو كان (١) التّقديم مفيدا للاختصاص والاهتمام لوجب أن يؤخّر الفعل ويقدّم (بِاسْمِ رَبِّكَ ،) لأنّ كلام الله تعالى أحقّ برعاية ما تجب رعايته [وأجيب بأنّ الأهمّ فيه (٢) القراءة] لأنّها (٣) أوّل سورة نزلت ، فكان الأمر بالقراءة أهمّ باعتبار هذا العارض ، وإن كان ذكر الله أهمّ في نفسه ، هذا جواب جار الله العلّامة في الكشّاف [وبأنّه] أي باسم ربّك [متعلّق باقرأ الثّاني]
______________________________________________________
(١) وحاصل الإيراد :
إنّ التّقديم لا يفيد الاختصاص والاهتمام ، إذ لو كان مفيدا لهما لوجب أن يؤخّر الفعل ، ويقدّم ، (بِاسْمِ رَبِّكَ).
ويقال : باسم ربّك اقرأ ، لأنّ كلام الله أحقّ برعاية ما تجب رعايته من النّكات الّتي تجب رعايتها في الكلام البليغ ، فمن عدم تقديم الاسم على الفعل نستكشف أنّ التّقديم لا يكون مفيدا للاختصاص والاهتمام.
(٢) أي في قوله تعالى : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) أي الأهمّ فيه هو القراءة ، فلذا قدّم فيه الأمر بالقراءة على الاسم.
(٣) أي سورة اقرأ أوّل سورة نزلت ، قيل : أوّل ما نزل سورة الفاتحة ، وقيل : أوّل ما نزل سورة المدّثّر ، وكيف كان ، فكان الأمر بالقراءة أهمّ لأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يكن معتادا بها ، ولأنّ المقصود من إنزال القرآن هو الحفظ المتوقّف على القراءة.
والحاصل :
إنّ اسم الله سبحانه ، وإن كان له أهمّيّة ذاتيّة إلّا أنّ القراءة لها أهمّيّة عرضيّة بالبيان المتقدّم ، وإذا دار الأمر بين رعاية ما بالذّاتّ ، ورعاية ما بالعرض ، تقدّم الثّانية ، لأنّ ما بالعرض ممّا يقتضيه المقام أولى بالتّقديم ، وذلك :
أوّلا : إنّه مطابق لمقتضى الحال والمقام.
وثانيا : إنّه في معرض الذّهول والغفلة دون ما بالذّاتّ ، فلابدّ من رعايته لأن لا يقع في وادي الغفلة والذّهول.