قدّم الأوّل أعني مؤمن (١) لكونه أشرف ، ثمّ الثّاني لئلّا يتوهّم خلاف المقصود (٢) [أو] لأنّ في التّأخير إخلالا [بالتّناسب كرعاية الفاصلة نحو : (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى)(١) (٣)] بتقديم الجارّ والمجرور والمفعول على الفاعل ، لأنّ فواصل الآي على الألف.
______________________________________________________
الأوّل : كونه مؤمنا.
الثّاني : كونه من آل فرعون.
الثّالث : كونه يكتم إيمانه.
(١) أي قدّم الأوّل على الثّاني لكونه أشرف منه.
(٢) أي قدّم الثّاني على الثّالث لئلّا يتوهّم خلاف المقصود ، لأنّ المراد بيان كون الرّجل المؤمن من آل فرعون ، لا بيان كونه يكتم إيمانه منهم ، وفي التّأخير توهّم خلاف المراد ، وفي التّقديم عدمه ، ولذا قدّم ولم يؤخّر.
(٣) قال الله تعالى ـ على نحو الحكاية ـ : (قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى (٦٥) قالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى (٦٦) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى).
الشّاهد :
في تقديم قوله : (فِي نَفْسِهِ خِيفَةً) عن قوله : (مُوسى) وهو فاعل ل (فَأَوْجَسَ ،) فلو أخّر لفاتت الفاصلة ، لأنّ الفاصلة في الآي هي الألف ، وإنّما قدّم الجارّ والمجرور أعني (فِي نَفْسِهِ) على المفعول أعني (خِيفَةً ،) وإن كان حقّ المفعول التّقديم عليه ، كما سبق ، لأنّ تقديمه يفهم حصر الخيفة في نفسه ، بناء على توهّم كون الظّرف نعتا له ، وهو غير مراد.
__________________
(١) سورة طه : ٦٧.