باب القصر
[القصر] في اللّغة الحبس (١) وفي الاصطلاح تخصيص شيء بشيء (٢) بطريق مخصوص (٣) وهو (٤) [حقيقيّ وغير حقيقيّ (٥)]
______________________________________________________
(١) تقول :
قصرت نفسي على الشّيء ، إذا حبستها عليه ، كما تقول : قصرت الشّيء على كذا ، إذا لم يتجاوز به غيره.
ومن القصر بمعنى الحبس قوله تعالى : (حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ)(١) أي محبوسات فيها ، أي حبسن على أزواجهنّ فلا يبرزن لغيرهم.
وقال بعضهم :
هو في اللّغة عدم المجاوزة إلى الغير ، فهو من قصر الشّيء على كذا إذا لم يتجاوز به إلى غيره ، لا من قصرت الشّيء حبسته بدليل تعديته بعلى ، فتقول : قصرت الشّيء على كذا.
(٢) أي جعل شيء خاصّا بشيء ، فالباء داخلة على المقصور عليه على ما هو الظّاهر من العبارة.
(٣) أي بأحد الطّرق الأربعة الآتية من النّفي والاستثناء وغيرهما ، ولجملة القصر أركان ثلاثة : المقصور ، المقصور عليه ، أداة القصر.
(٤) أي ذات القصر ، ولفظ القصر ، فيكون قوله : «هو» ترجمة للقصر ، فقول الشّارح حيث أتى بالضّمير ، وقال : «وهو» إشارة إلى أمرين :
الأوّل : ترجمة القصر.
الثّاني : قوله : «حقيقيّ» خبر لمبتدأ محذوف ، وعليه فيكون في كلام المصنّف استخدام ، لأنّ الضّمير المقدّر الرّاجع إلى القصر بمعنى التّخصيص ، لا بمعنى الذّاتّ ، واللّفظ والتّرجمة.
(٥) أي القصر بالمعنى الاصطلاحي ينقسم إلى قسمين ، أي الحقيقيّ والإضافيّ ، وليس المراد بالحقيقيّ هنا ما يقابل المجازيّ ، فلفظ القصر يطلق على كلّ منهما حقيقة.
__________________
(١) سورة الرّحمن : ٧٢.