[ففي الاستثناء (١) يؤخّر المقصور عليه مع أداة الاستثناء] حتّى (٢) لو أريد القصر على الفاعل (٣) ، قيل : ما ضرب عمرا إلّا زيد ، ولو أريد القصر على المفعول (٤) قيل : ما ضرب زيد إلّا عمرا ، ومعنى (٥) قصر الفاعل على المفعول مثلا قصر الفعل المسند إلى الفاعل على المفعول (٦) ، وعلى هذا قياس البواقي ، فيرجع (٧) في التّحقيق
______________________________________________________
الموصوف. ومثال التّمييز كقولك : ما طاب زيد إلّا نفسا ، أي ما يطيب من زيد إلّا نفسه ، فهو من قصر الصّفة على الموصوف. مثال المجرور نحو : ما مررت إلّا بزيد ، ومثال الظّرف نحو :
ما جلست إلّا عندك ، ومثال الصّفة نحو : ما جاءني رجل إلّا فاضل ، مثال البدل نحو : ما جاءني أحد إلّا أخوك.
(١) بيان لموقع المقصور عليه إذا كان القصر بطريق إلّا وذلك أنّه قد عرفت أنّ أركان القصر ثلاثة :
المقصور ، المقصور عليه ، أداة القصر.
(٢) أي حتّى للتّفريع بمعنى الفاء.
(٣) أي قصر المفعول على الفاعل ، فالفاعل مقصور عليه ، والمفعول مقصور.
(٤) أي قصر الفاعل على المفعول ، فالمفعول مقصور عليه ، والفاعل مقصور.
(٥) هذا جواب عن سؤال مقدّر ، وتقريره أنّ القصر لا يكون إلّا قصر صفة على الموصوف أو موصوف على الصّفة ، فلا معنى لقصر الفاعل على المفعول وبالعكس ، لأنّ كلّ منهما ذات فلا يصحّ القصر.
وحاصل الجواب :
إنّ قولهم هذا من قصر الفاعل على المفعول ، أو من قصر المفعول على الفاعل على حذف مضاف ، أي من قصر الفعل المسند للفاعل على المفعول أو من قصر الفعل المتعلّق بالمفعول على الفاعل ، لا أنّ ذات الفاعل أو ذات المفعول مقصورة.
(٦) أي أو قصر أحد المفعولين على الآخر ، أو قصر صاحب الحال على الحال ، أو قصر الحال على صاحبها.
(٧) تفريع على ما ذكر من قصر الفعل المسند للفاعل على المفعول ، قوله : «أو قصر الموصوف على الصّفة» تفريع على قصر الفاعل على الفعل المتعلّق بالمفعول.