قال : بحالهما احترازا عن تقديمهما مع إزالتهما (١) عن حالهما. بأن (٢) تؤخّر الأداة عن المقصور عليه ، كقولك في ما ضرب زيد إلّا عمرا «ما ضرب عمرا إلّا زيد» فإنّه يجوز ذلك (٣) لما فيه (٤) من اختلال المعنى وانعكاس المقصود ، وإنّما قلّ تقديمهما بحالهما [لاستلزامه (٥) قصر الصّفة قبل تمامها] لأنّ الصّفة المقصورة على الفاعل مثلا هي الفعل الواقع على المفعول لا مطلق الفعل ، فلا يتمّ المقصور (٦) قبل ذكر المفعول ،
______________________________________________________
(١) أي إزالة المقصور عليه وأداة الاستثناء عن حالهما.
(٢) بيان لإزالتهما عن حالهما.
(٣) أي لا يجوز تأخير الأداة عن المقصور عليه.
(٤) أي لما في التّأخير من اختلال المعنى وانعكاس المقصود ، فيكون قوله : «انعكاس المقصود» عطفا تفسيريّا على اختلال المعنى.
توضيح ذلك : أنّه يلزم من تأخير الأداة عن المقصور عليه انقلاب قصر الفاعل على المفعول إلى قصر المفعول على الفاعل وبالعكس ، وهذا معنى الاختلال والانعكاس ، لأنّ المقصور عليه لا يعلم عند التّقديم من المقصور ، فيظنّ أنّ المقصور عليه هو المقصور ، والمقصور هو المقصور عليه ، وذلك لأنّ معنى قولنا : ما ضرب زيد إلّا عمرا ، ما مضروب زيد إلّا عمرو ، ومعنى قولنا : ما ضرب عمرا إلّا زيد ، ما ضارب عمرو إلّا زيد ، فالمقصود في الأوّل حصر مضروبيّة زيد في عمرو ، والمقصود في الثّاني حصر ضاربيّة عمرو في زيد ، فيلزم الاختلال والانقلاب جدّا ، فلا يجوز.
(٥) أي لاستلزام تقديمهما بحالهما «قصر الصّفة قبل تمامها» وهو غير جائز ، بل ممتنع ، وظاهر هذا الكلام سخيف جدّا ، لأنّ تقديمهما بحالهما لو كان مستلزما لقصر الصّفة قبل تمامها ، لكان ممتنعا لا قليلا ، فلابدّ من الالتزام بأنّه بتقدير مضاف ، أي لإيهام استلزامه قصر الصّفة قبل تمامها ، وإلّا فلا استلزام في نفس الأمر ، لأنّ الكلام يتمّ بآخره ، قوله : «لأنّ الصّفة المقصورة على الفاعل ...» علّة للاستلزام المذكور.
(٦) أي وهو الفعل الواقع على المفعول لا يتمّ قبل المفعول ، فلو قدّم المقصور عليه وهو الفاعل على المفعول لزم قصر الصّفة قبل تمامها.
توضيح ذلك فنقول : إنّ لزوم قصر الصّفة قبل تمامها ظاهر ، إمّا في قصر الصّفة على