غير حاصل (١) وقت الطّلب] لامتناع (٢) طلب الحاصل. فلو استعمل صيغ الطّلب لمطلوب (٣) حاصل امتنع إجراؤها (٤) على معانيها الحقيقيّة ، ويتولّد منها (٥) بحسب القرائن ما يناسب المقام (٦).
______________________________________________________
(١) أي في اعتقاد المتكلّم فيدخل فيه ما إذا طلب شيئا حاصلا وقت الطّلب لعدم اعتقاد المتكلّم بحصوله ، ثمّ قوله : «غير حاصل» صفة لقوله : «مطلوبا» أي اقتضى مطلوبا من وصفه أنّه غير حاصل وقت الطّلب.
(٢) وفيه أنّ الممنوع تحصيل الحاصل لا طلب ذلك ، إلّا أن يقال المراد بالامتناع عدم اللّياقة لا الامتناع العقليّ ، ويمكن أن يكون المراد الامتناع العقليّ بحمل الطّلب على خلاف ظاهره ، فإنّ الظّاهر إنّ المراد به الطّلب اللّفظي ، أي الكلام الإنشائيّ الطّلبيّ ، والمراد به هو الطّلب القلبيّ ، وهو خلاف الظّاهر ، فحينئذ يصحّ أن يقال : إنّ طلب تحصيل الحاصل بالطّلب القلبيّ محال ، لأنّه عبارة عندهم عن الشّوق المؤكّد المسمّى بالإرادة أو المحبّة والشّهوة ، ثمّ الشّوق المؤكّد أي الإرادة لا تتعلّق بما هو واقع كما هو الظّاهر وجدانا ، وكذلك الشّهوة ، لأنّها لا تبقى بعد حصول المشتهى.
(٣) أي لطلب مطلوب حاصل.
(٤) أي إجراء تلك الصّيغ.
(٥) أي من تلك الصّيغ ما يناسب المقام كطلب دوام الإيمان والتّقوى في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ)(١) ، وقوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ)(٢) ، وهذا الكلام من الشّارح إشارة إلى بيان المعاني المتولّدة من صيغ الطّلب المستعملة في مطلوب حاصل وقت الطّلب ، فالمراد من طلب الإيمان والتّقوى دوامهما لا حصولهما ، لأنّهما حاصلان له صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل هذا الطّلب.
(٦) أي كالتّهديد والتّعجيز والاستبطاء.
__________________
(١) سورة النّساء : ١٣٦.
(٢) سورة الأحزاب : ١.