التّمنّي
[وأنواعه] أي الطّلب [كثيرة منها (١) التّمنّي] وهو طلب حصول شيء على سبيل المحبّة (٢)
______________________________________________________
(١) أي من أنواع الطّلب ، وأنواع الطّلب هي على ما ذكره المصنّف خمسة : التّمنّي ، والاستفهام ، والأمر ، والنّهي ، والنّداء ، ومنهم من يجعل التّرجّي قسما سادسا ، وبعضهم أخرج التّمنّي والنّداء من أقسام الطّلب بناء على أنّ العاقل لا يطلب ما يعلم استحالته ، فالتّمنّي ليس طلبا ، ولا يستلزمه ، وأنّ طلب الإقبال خارج عن مفهوم النّداء الّذي هو صوت يهتف به الرّجل وإن كان يلزمه.
(٢) أي على طريق يفهم منه المحبّة ، فتخرج البواقي ، فيكون قوله : «على سبيل المحبّة» احترازا عن الأمر والنّهي والنّداء الخاليّة عن المحبّة ، وقدّم المصنّف التّمنّي لعمومه ، لجريانه في الممكن والممتنع ، وعقّبه بالاستفهام لكثرة مباحثه ، ثمّ بالأمر لاقتضائه الوجود وكثرة مباحثه بالإضافة إلى النّداء ، ثمّ النّهي لمناسبته له في الأحكام ، فلم يبق إلّا النّداء ، فوقع متأخّرا ، ويمكن أن يقال بأنّ هذا التّعريف أوّلا مخالف ما ذكره الشّارح من أنّ المراد بالإنشاء هنا الإلقاء ، وكذلك أقسامه ، إلّا أن يقال : إنّ المراد بالطّلب هو الطّلب اللّفظيّ ، وهو إلقاء الكلام المشتمل على ما يدلّ على الطّلب القلبيّ.
وثانيا : إنّ هذا التّعريف غير مانع ، لأنّ طلب حصول الشّيء على سبيل المحبّة موجود في بعض أقسام الأمر والنّهي وغيرهما ، كقولك : أكرم ابنيّ ، فإنّي أحبّ إكرامه ، ولا تكرم كافرا ، فإنّي أحبّ كفّ نفسك عن إكرامك إيّاه.
ويمكن الجواب عن ذلك بأنّ طلب حصول شيء على سبيل المحبّة وإن كان قد يوجد في غير التّمنّي أيضا إلّا أنّه مقرون مع الطّماعيّة بخلاف التّمنّي ، فإنّه مشروط بعدم الطّماعيّة ، فإذا لا مجال للإشكال فإنّ طلب حصول الشّيء على سبيل المحبّة إن كان مع طمع في حصوله من المخاطب فأمر ، وإن كان مع طمع في تركه فنهي ، وإن كان مع طمع في إقباله فنداء ، وإن لم يكن طمع أصلا فتمنّي.