[وقد يتمنّى بلعلّ (١) فيعطى حكم ليت (٢)] وينصب في جوابه المضارع على إضمار أن [نحو : لعلّي أحجّ فأزورك ، بالنّصب لبعد (٣) المرجوّ عن الحصول] وبهذا (٤) يشبه (٥) المحالات والممكنات الّتي لا طماعيّة في وقوعها ، فيتولّد منه (٦) معنى التّمنّي.
______________________________________________________
(١) وهي موضوعة للتّرجّي ، وهو كما سيأتي توقّف حصول شيء سواء كان محبوبا أو مكروها ، والمراد من قوله : «وقد يتمنّى بلعلّ» ليس ما هو المتبادر منه بأن تكون مستعملة في التّمنّي ، بل المراد منه أنّه يتمنّى بها على نحو التّوليد ، بمعنى أنّها تستعمل في التّرجّي ، ولكن يتولّد منه ـ من جهة خصوصيّة المقام ككون المرجوّ بعيد الحصول ـ التّمنّي فهو مدلول التزاميّ استفيد منها بمعونة المقام ، والدّليل على ما ذكرناه قوله : «لبعد المرجوّ عن الحصول» فإنّه ينادي بأعلى صوته على أنّ لعلّ قد استعملت في التّرجّي ، لكنّ المرجوّ قد شابه المتمنّى ، فصار ترجّيه بحيث تولّد منه معنى التّمنّي.
(٢) أي فحينئذ تعطى حكم ليت في نصب الجواب الّذي هو المضارع بعد
الفاء بتقدير أن ، فمعنى قولك : «لعلّي أحجّ فأزورك» أي ليت الحجّ صار منّي ، فتصدر الزّيارة.
وحاصل الكلام في المقام أنّ نصب المضارع بعد لعلّ بإضمار أن ، إنّما يدلّ على كون لعلّ دالّا على التّمنّي التزاما وتوليدا بناء على مذهب البصريّين الملتزمين بأنّ المضارع لا ينصب بعد التّرجّي البحث الغير المشوب بالتّمنّي ، وأمّا بناء على مذهب الكوفيّين القائلين بأنّ التّرجّي كالتّمنّي في انتصاب المضارع بعد كلّ منهما ، فلا يدلّ على أنّه يكون دالّا على التّمنّي التزاما.
(٣) أي الظّرف متعلّق بقوله : «يتمنّى» أي إنّما يتمّنى بلعلّ إذا كان المرجوّ كالحجّ في المثال بعيد الحصول.
(٤) أي وبسبب هذا البعد.
(٥) أي يشبه ذلك المرجوّ البعيد الحصول يشبه المحال بجامع عدم الحصول في كلّ.
(٦) أي فيتولّد من ذلك البعد أو الشّبه المذكور معنى التّمنّي ، لما مرّ من أنّه طلب محال أو ممكن لا طمع في وقوعه.