الاستفهام
[ومنها] أي من أنواع الطّلب [الاستفهام] وهو طلب حصول صورة الشّيء في الذّهن (١) فإن كانت (٢) وقوع نسبة (٣) بين أمرين أو لا وقوعها (٤) فحصولها هو التّصديق وإلّا (٥) فهو التّصوّر [والألفاظ الموضوعة له (٦) الهمزة ، وهل ، وما ، ومن ، وأيّ ، وكم ، وكيف ، وأين ، وأنّى ، ومتى ، وأيّان ،
______________________________________________________
(١) أي طلب حصول صورة المستفهم عنه في ذهن المخاطب ، وفي هذا التّعريف إشارة إلى أنّ السّين والتّاء في الاستفهام للطّلب أي طلب الفهم ، وأنّ الفهم هو بمعنى العلم ، لأنّ الحصول هو الإدراك.
لا يقال : بأنّ هذا التّعريف غير مانع ، وذلك لأنّه يشمل مثل علّمني على صيغة الأمر ، فإنّه دالّ على طلب حصول صورة الشّيء في الذّهن ، مع أنّه أمر لا استفهام ، فكان على الشّارح أن يزيد بأدوات مخصوصة ليخرج نحو : علّمني.
فنقول في الجواب : إنّ التّعريف المذكور تعريف بالأعمّ ، أو إنّ الإضافة للعهد ، أي طلب معهود ، وهو ما كان بالأدوات المخصوصة ، أو أنّ أل في الذّهن عوض عن المضاف إليه ، أي في ذهن المتكلّم.
(٢) أي فإن كانت تلك الصّورة الّتي تعلّق بها الطّلب.
(٣) أي إدراك مطابقة النّسبة للواقع إيجابيّة كانت أو سلبيّة.
(٤) أي إدراك عدم مطابقتها ، كما إذا كان الكلام كاذبا.
(٥) أي وإن لم تكن تلك الصّورة وقوع النّسبة أو لا وقوعها ، بل كانت إدراك موضوع أو محمول أو نسبة مجرّدة عن وصف المطابقة وعدم المطابقة» فهو» أي حصول الصّورة» التّصوّر».
(٦) أي للاستفهام ، وهذه الألفاظ على ثلاثة أقسام :
منها : ما يستعمل لطلب التّصديق تارة ولطلب التّصوّر أخرى ، وهو الهمزة ، فلذا قدّمها على الباقي.
ومنها : ما يستعمل لطلب التّصديق فقطّ ، وهو هل.
ومنها : ما يستعمل لطلب التّصوّر ، وهو باقي الأدوات.
فحيث إنّ الهمزة أعمّ ، قدّمها على الجميع ، ثمّ ذكر هل ، لأنّ طلب التّصديق أهمّ من طلب التّصوّر.