[قيل (١) فيطلب بما (٢) شرح الاسم كقولنا : ما العنقاء (٣)] طالبا أن يشرح هذا الاسم ، ويبيّن مفهومه ، فيجاب بإيراد لفظ أشهر (٤) [أو ماهيّة (٥) المسمّى] أي حقيقته (٦) الّتي هو (٧) بها هو [كقولنا : ما الحركة] أي ما حقيقة مسمّى هذا اللّفظ؟
______________________________________________________
(١) المقصود بذلك مجرّد النّسبة إلى القائل لا التّبرّي من هذا القيل ، فإنّه قول حقّ مقابله قول السّكّاكي ، وسيأتي أنّه سخيف.
(٢) أي الّتي من أدوات الاستفهام» شرح الاسم» أي كشف معناه ، وبيان مفهومه الإجماليّ الّذي وضع بإزائه لغة أو اصطلاحا ، كما إذا سمعت لفظا ولم تفهم معناه ، فتقول : ما هو طالبا أن يبيّن لك المخاطب مدلوله اللّغوي أو الاصطلاحيّ ، ثمّ المراد بالاسم ما يقابل المسمّى إذ شرح الاسم لا يختصّ بالاسم المقابل للفعل والحرف.
(٣) نسب إلى ربيع الأبرار أنّ العنقاء كانت طائرا فيها من كلّ شيء من الألوان ، وكانت في زمن أصحاب الرّسّ ، تأتي إلى أطفالهم وصغارهم فتخطفهم نحو الجبل فتأكلهم ، فشكوا ذلك إلى نبيّهم صالح ، فدعا الله عليها ، فأهلكها وقطع نسلها ، وقيل : إنّها طائر معروف الاسم مجهول الجسم.
(٤) أي مرادف له أشهر منه عند السّامع سواء كان من هذه اللّغة أم لا ، كقولنا في جواب ما العنقاء؟ طائر عظيم تخطف الصّبيان وهنا بحث تركناه تجنّبا عن التّطويل.
(٥) أي عطف على الاسم ، أي أو شرح ماهيّة المسمّي ، أي الماهيّة التّفصيليّة ، كقولنا في جواب ما الإنسان؟ حيوان ناطق ، وأراد المصنّف بالمسمّى المفهوم الإجماليّ وبماهيته أجزاء ذلك المفهوم الإجماليّ أعني الماهيّة التّفصيليّة الّتي عرفت بالوجود ، حتّى يكون الجواب المبيّن لها حقيقيّا ، فالإنسان مثلا مفهومه الإجماليّ الّذي هو مسمّاه نوع مخصوص من الحيوان ، وماهيّة ذلك المسمّى حيوان ناطق.
(٦) أي أشار بذلك التّفسير إلى أنّه ليس مراد المصنّف بالماهيّة ما يقع جوابا لما هو ، لأنّه شامل لما يكون شرحا للاسم من المفهومات المعدومة ، بل مراده الماهيّة الموجودة.
(٧) أي الحقيقة الّتي هو ، أي المسمّى بها ، أي بالحقيقة ، أي بسببها هو ، أي نفسه مثلا مفهوم الإنسان الإجماليّ ، وهو النّوع المخصوص من الحيوان صار بسبب ماهيّته وهي الحيوانيّة والنّاطقيّة إنسانا ، فالمسمّى ملاحظا إجمالا ، والحقيقة ملاحظة تفصيلا ، فاختلف