قتله قد ظهر ظهور المحسوس [وإن كان] المظهر الّذي وضع موضع المضمر [غيره] أي غير اسم الإشارة (١) [فلزيادة التّمكّن] أي جعل المسند إليه متمكّنا عند السّامع [نحو : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١) اللهُ الصَّمَدُ) أي الّذي (٣) يصمد (٤) إليه ويقصد في الحوائج ، لم يقل : هو الصّمد ، لزيادة التّمكّن (٥) [ونظيره] أي نظير (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١) اللهُ الصَّمَدُ) في وضع المظهر موضع المضمر لزيادة التّمكّن [من غيره] أي من غير باب المسند إليه [وبالحقّ (٦)] أي بالحكمة المقتضية
______________________________________________________
الموضوع موضع المضمر اسم إشارة ، وأمّا إذا كان المظهر الموضوع موضع المضمر غير اسم الإشارة «فلزيادة التّمكّن» كما أشار إليه بقوله : «وإن كان غيره فلزيادة التّمكّن».
(١) بأن كان علما أو معرّفا بالإضافة أو بأل.
(٢) الشّاهد : في اسم الجلالة الثّاني ، حيث لم يقل : هو الصّمد ، وأتى بالاسم الظّاهر ، لأنّ الغرض هو تمكين المسند إليه في السّامع ، بمعنى قوّة الحصول في ذهنه ، وهذا الغرض لا يحصل بالضّمير لعدم خلوّه عن الإبهام ، ولذا جعله النّحاة من المبهمات ، والمظهر أدلّ على المسمّى لا سيّما وهو علم ، والعلم قاطع للشّركة ، فهو أدلّ على التّمكّن ، والمراد في المقام بيان عظمة المسند إليه واختصاصه بالصّمديّة ، وزيادة التّمكّن تناسب التّعظيم والاختصاص ، وعرف الصّمد باللّام لإفادة الحصر المطلوب ، ولعلم المخاطبين بصمديته ، ونكّر لفظ أحد لعدم علمهم بأحديّته ، ولم يؤت بالعاطف بين الجملتين ـ أي لم يقل : الله أحد والله الصّمد ـ لكمال الاندراج بينهما ، حيث إنّ الثّانية كالتّتمّة للأولى.
(٣) أي التّفسير المذكور إشارة إلى أنّ المعنى المذكور أحد معاني الصمّد ، ومن معانيه الدّائم الباقي.
(٤) أي يرجع ، ويلجأ إليه في الحوائج كلّها ، فقوله : «ويقصد» عطف تفسير على قوله : «يصمد».
(٥) أي عدل عن المضمر إلى المظهر ، لزيادة التّفخيم ، والإشعار بأنّ من لم يتّصف بالصّمديّة لم يستحقّ بالألوهيّة ، وكان مقتضى القياس هو الصّمد لسبق ذكر الله تعالى.
(٦) خبر لقوله : «ونظيره» أي «ونظيره بالحقّ أنزلناه وبالحقّ نزّل».