هذا كالتّأكيد (١) لإدخال الرّوع [أو تقوية (٢) داعي المأمور ومثالهما] أي مثال التّقوية وإدخال الرّوع مع التّربية [قول الخلفاء : أمير المؤمنين (٣) يأمرك بكذا] مكان أنا آمرك ، [وعليه] أي (٤) على وضع المظهر موضع المضمر لتقوية داعي المأمور [من غيره] أي من غير باب المسند إليه
______________________________________________________
(١) لأنّ خشية لحوق الضّرر من شيء يلزمها إجلاله ، وتعظيمه في القلب ، فهو من عطف اللّازم على الملزوم ، لأنّ تربية المهابة لا تغايرهما ، وهي لازمة لإدخال الخوف ، وكذا تربيتها وهي بمنزلة التّأكيد لأنّها تدلّ عليه ، ولذا قال : كالتّأكيد ، ولذا لم بعطف بأو ، وقيل : إنّه لم يدخل بينهما عناد ، لأنّهما متقاربان ، فإنّ الأوّل إدخال الخوف ابتداء ، والثّاني استزادة الخوف الحاصل.
(٢) أي تقوية ما يكون داعيا لمن أمرته بشيء إلى الامتثال ، والإتيان به ، كما في المطوّل ، فإضافة الدّاعي إلى المأمور من إضافة اسم الفاعل إلى المفعول ، وذلك الدّاعي حالة نفسانيّة تقوم المأمور به ، كظنّ الانتقام منه عند مخالفة أمره ، فذات الخليفة مثلا تقتضي الدّاعي المذكور ، والتّعبير عنه بأمير المؤمنين الدّالّ على السّلطة والقدرة والتّمكّن من الإضرار وفعل المكروه بالمأمور ، يقوّي ذلك الدّاعي ، وإنّما عطف هنا بأو ، لأنّ تقوية الدّاعي قد توجد بدون إدخال الرّوع ، وإن جاز جمعهما ، كما في مثال المتن ، ولذا قال : «ومثالهما».
(٣) فالتّعبير عن ذات الأمير بلفظ أمير المؤمنين دون الضّمير الّذي هو لفظ أنا الّذي هو ضمير المتكلّم موجب لدخول الخوف في قلب السّامع لدلالة لفظ أمير المؤمنين على القهر والسّلطان ، وأنّه يعاقب العاصي ، وموجب لازدياد المهابة الحاصلة من رؤية ومشافهة وموجب لتقوية داعي المأمور.
وبعبارة واضحة : موجب للتّقوية وإدخال الرّوع مع التّربية ، بخلاف أنا آمرك ، فإنّه لا يدلّ على ما ذكر فعدل عن المضمر إلى المظهر ، لأنّه أهيب وأدعى إلى الامتثال.
(٤) التّفسير المذكور إشارة إلى أنّ المناسب لوضع المضمر هو تقوية داعي المأمور لإدخال الرّوع في قلب السّامع ، لأنّ سياق الآية المباركة هو التّرغيب.