[وهذا] أي الالتفات بتفسير الجمهور [أخصّ] منه (١) بتفسير السّكّاكي ، لأنّ النّقل (٢) عنده أعمّ من أن يكون قد عبّر عن معنى بطريق من الطّرق ، ثمّ بطريق آخر أو يكون مقتضى الظّاهر أن يعبّر عنه بطريق منها (٣) ، فترك وعدل إلى طريق آخر (٤) ، فيتحقّق الالتفات بتعبير واحد ، وعند الجمهور مخصوص بالأوّل (٥) حتّى لا يتحقّق الالتفات بتعبير واحد ، فكلّ التفات عندهم التفات عنده من غير عكس كما في تطاول ليلك (٦) [مثال الالتفات من التّكلّم إلى الخطاب ،] وما لي لا أعبد الّذي فطرني وإليه ترجعون [(١) (٧)]
______________________________________________________
(١) أي من الالتفات «بتفسير السّكّاكي».
(٢) أي لأنّ النّقل المسمّى بالالتفات عند السّكّاكي «أعمّ من أن يكون قد عبّر عن معنى بطريق من الطّرق» الثّلاثة ، ثمّ عبّر عنه بطريق أو لا ، بل كان مقتضى الظّاهر أن يعبّر عنه بطريق من الطّرق الثّلاثة إلّا أنّه ترك وعدل عنه إلى طريق آخر «فيتحقّق الالتفات بتعبير واحد» عند السّكّاكي دون الجمهور ، فلا يتحقّق الالتفات عندهم إلّا بتعبيرين ، فكلّ التفات عند الجمهور التفات عند السّكّاكي «من غير عكس» أي ليس كلّ التفات عنده التفاتا عندهم ، فالمراد من العكس هو العكس اللّغوي ، أي لا ينعكس كلّيّا بأن يقال كلّ التفات عند السّكّاكي التفات عند الجمهور ، فلا ينافي وجود العكس المنطقي ، بأن يقال : بعض الالتفات عند السّكّاكي التفات عند الجمهور.
(٣) أي من الطّرق الثّلاثة.
(٤) كما في «تطاول ليلك».
(٥) وهو أن يكون قد عبّر عن معنى بطريق من الطّرق ، ثمّ بطريق آخر. فلا يتحقّق الالتفات عند الجمهور إلّا بتعبيرين.
(٦) فإنّ فيه التفات عند السّكّاكي دون الجمهور ، لعدم التّعبيرين.
(٧) قوله تعالى حكاية عن رسول عيسى عليهالسلام حبيب النّجار حيث قال : (وَما لِيَ لا أَعْبُدُ) موعظة لقومه لتركهم الإيمان.
الشّاهد في قوله : (تُرْجَعُونَ) حيث أتى به مكان أرجع ، لأنّ مقتضى الظّاهر والمناسب لقوله : (وَما لِيَ لا أَعْبُدُ) أن يأتي بفعل المتكلّم فعدل عنه إلى فعل المخاطب أعني (تُرْجَعُونَ) التفاتا من التّكلّم إلى الخطاب.
__________________
(١) سورة يس : ٢٢.