أي (١) الغلبة [وبسطة اليد] أي الكرم (٢) ، والمال (٣) والنّعمة [فجدير بأن يصفد] أي يعطي من أصفده (٤) [لا أن يصفد] أي يقيّد من صفده (٥) [أو السّائل (٦)] عطف على المخاطب ، أي تلقّي السّائل [بغير ما يتطلّب (٧) بتنزيل (٨) سؤاله منزلة غيره] أي منزلة غير ذلك السّؤال [تنبيها للسّائل على أنّه]
______________________________________________________
(١) هذا التّفسير إشارة إلى أنّ المراد بالسّلطان السّلطنة والغلبة.
(٢) تفسير لقوله : «بسطة اليد» فالمراد بها سعة اليد في الجود والكرم.
(٣) أي «المال والنّعمة» عطف على «السّلطان» لا من بقيّة التّفسير ، وذكر النّعمة بعد المال من ذكر العامّ بعد الخاصّ. فمعنى العبارة : من كان مثل الأمير في السّلطان والمال والنّعمة فجدير بأن يصفد ، أي يعطى.
(٤) أي من باب الإفعال.
(٥) يقال : صفده ، أي شدّه وأوثقه ، ثمّ إنّ الفرق بين الفعلين من حيث المعنى أنّ الأوّل بمعنى الإعطاء ، والثّاني بمعنى القيد ، قالوا : أصفده أي أعطاه صفده ، أي قيده كوعده أوعده ، أمّا النّكتة في الفرق المذكور على ما في بعض الشّروح : فهي أنّ صفد للقيد ، وهو ضيّق ، فناسب أن تقلّل حروفه الدّالّة عليه ، وأصفد للإعطاء المطلق المطلوب فيه الكثرة ، فناسب فيه كثرة الحروف على عكس وعد وأوعد ، حيث إنّ وعد للخير ، والخير سهل مقبول للأنفس ، فناسب قلّة حروفه ، وخفّة لفظه ، وأوعد للشّرّ وهو صعب شقاق على النّفوس ، فناسب ثقل لفظه بكثرة حروفه.
(٦) الفرق بين تلقّي السّائل وتلقّي المخاطب أنّ تلقّي السّائل مبنيّ على السّؤال بخلاف المخاطب.
(٧) التّطلّب هو الطّلب مرّة بعد أخرى ، كما في الصّحاح ، فالأولى بغير ما يطلب ، لأنّ ذلك التّلقّي لا يختصّ بالطّلب بعد آخر. نعم ، التّعبير بالتّطلّب يمكن أن يكون إشارة إلى مزيد الشّوق الحاصل عند السّائل ، فكان كالطّالب للجواب مرّة بعد أخرى.
(٨) أي بتنزيل المجيب سؤال السّائل منزلة غير ذلك السّؤال.