لأنّ النّفقة لا يعتدّ بها إلّا أن تقع موقعها (١).
[ومنه] أي ومن خلاف مقتضى الظّاهر [التّعبير عن] المعنى [المستقبل بلفظ الماضي تنبيها على تحقّق وقوعه نحو : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ)(١) (٢)] بمعنى يصعق [ومثله] لتّعبير عن المقصود المستقبل بلفظ اسم الفاعل كقوله تعالى : (وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ)(٢) (٣)] مكان يقع [ونحوه] التّعبير عن المستقبل بلفظ اسم المفعول كقوله تعالى : (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ)(٣) (٤)]
______________________________________________________
(١) فإذا وقعت في موقعها كانت معتدّا بها ، قليلة كانت أو كثيرة ، وإذا لم تقع موقعها ، فلا يعتدّ بها ، ولو كانت كثيرة بخلاف المنفق ، فإنّه معتدّ به إذا وقع في محلّه قليلا كان أو كثيرا.
(٢) محلّ الشّاهد قوله تعالى : (فَصَعِقَ) أي مات وهلك ـ هكذا في النّسخ ـ والصّواب : ففزع بمعنى يفزع ، حيث عبّر عن المعنى المستقبل بلفظ الماضي تنبيها على أنّه ممّا لا بدّ منه ، فهو إذا كالماضي في وقوعه ، وكونه مفروغا عنه.
(٣) محلّ الشّاهد قوله تعالى : (لَواقِعٌ) حيث عبّر عن المقصود الواقع في المستقبل بلفظ اسم الفاعل ، أي أنّ الجزاء بعد الحساب لحاصل ، ثمّ المراد من الجزاء هو الجزاء الأخروي.
(٤) محلّ الشّاهد قوله تعالى : (مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ) حيث عبّر عن المستقبل بلفظ اسم المفعول أي يجمع النّاس لما فيه من الثّواب والعقاب والحساب ، وجميع ما ذكر وارد على خلاف مقتضى الظّاهر ، ثمّ التّعبير عن اسم المفعول بقوله : «ونحوه» إشارة إلى اختلافهما في المعنى.
__________________
(١) سورة الزّمر : ٦٨.
(٢) سورة الذّاريات : ٦.
(٣) سورة هود : ١٠٤.