[أو مقدّر] عطف على محقّق [نحو :] قول ضرار (١) بن نهشل يرثي يزيد بن نهشل [وليبك (٢) يزيد] كأنّه قيل : من يبكيه (٣)؟ فقال : [ضارع] أي يبكيه ضارع أي ذليل (٤) [الخصومة (٥)] ، لأنّه كان ملجأ للأذلّاء ، وعونا للضّعفاء ، تمامه (٦) [ومختبط (٧) ممّا تطيح] الطّوائح (٨) ، والمختبط هو الّذي يأتي إليك للمعروف (٩)
______________________________________________________
(١) وهو اسم رجل ، ويزيد بن نهشل أخوه ، أي قوله في مرثية أخيه :
ليبك يزيد ضارع لخصومة |
|
ومختبط ممّا تطيح الطّوائح |
(٢) قوله : «ليبك» مبنيّ للمفعول ، ويزيد نائب الفاعل ، فقوله : «ليبك يزيد» منشأ لسؤال مقدّر «كأنّه قيل من يبكيه» أي يزيد «فقال» في جواب هذا السّؤال «ضارع» فحذف الفعل مع المفعول وبقي الفاعل.
(٣) يعني لمّا قال الشّاعر : «ليبك يزيد» توهم الشّاعر أنّ هناك سائلا يقول من يبكيه ، فنزّل هذا السّؤال المتوهّم منزلة الواقع ، وقال في جوابه «ضارع» أي يبكيه ضارع تاركا الفعل اعتمادا على وجوده في السّؤال المقدّر.
(٤) تفسير لما قبله ، وفي المصباح أنّ ضرع بمعنى ذلّ وخضع ، فضارع بمعنى ذليل وخاضع.
(٥) أي وقت خصومته مع غيره ، أو لأجل خصومة نالته ممّن لا طاقة له على خصومته ، وهو متعلّق بضارع وإن لم يعتمد على شيء ، لأنّ فيه معنى الفعل ، والجار والمجرور تكفيه رائحة الفعل ، فالمعنى يبكيه من يذلّ لأجل خصومة ، لأنّه كان ملجأ للأذلاء ومعينا للضعفاء ، فلا يكون «لخصومة» متعلّقا ب (يبكي) المقدّر ، لإفادته أنّ البكاء يكون للخصومة دون يزيد ، وهو خلاف المقصود.
(٦) أي تمام البيت.
(٧) أي ويبكيه مختبط ، فهو عطف على ضارع.
(٨) أي ممّا أطاحته الشّدائد والوقائع والحوادث ، أي أهلكته الحوادث المهلكة ، فالضّارع بمعنى الماضي ، لأنّ السّؤال والبكاء إنّما يكونان بعد الإطاحة.
(٩) أي لطلب الإحسان.