من غير وسيلة (١) تطيح من الإطاحة وهي الإذهاب والإهلاك ، والطّوائح جمع مطيحة على غير القياس (٢) ، كلواقح جمع ملقحة (٣) ، وممّا (٤) متعلّق بمختبط ، وما مصدريّة ، أي سائل يسأل من أجل (٥) إذهاب الوقائع ماله ، أو بيبكي (٦) المقدّر ، أي يبكي لأجل إهلاك المنايا (٧) يزيد [وفضله (٨)]
______________________________________________________
(١) أي من غير قرابة وصداقة ، أو المراد من الوسيلة هي هديّة يهديها ليعطيه أكثر منها.
(٢) وجمعها القياسي مطاوح ومطيحات ، والطّوائح جمع قياسي للطّائحة بمعنى هالكة ، لا مطيحة بمعنى مهلكة ، لأنّ فواعل قياسه أن يكون جمعا لفاعلة لا لمفعلة.
(٣) أي على غير القياس ، لأنّ قياس جمعها ملقحات.
(٤) أي لفظ ممّا متعلّق بمختبط ، لأنّ المتعلّق حينئذ يكون قريبا ، وأيضا يحصل التّساوي والتّوافق بين ضارع ومختبط من جهة كون الخصومة متعلّقا بضارع ، وممّا متعلّقا بمختبط.
(٥) إشارة إلى أنّ «من» للتّعليل وأنّ «ما» مؤوّلة مع الفعل بعدها بمصدر.
(٦) عطف على «بمختبط» ، يعني أنّه متعلّق بمختبط أو بيبكي المقدّر.
(٧) المنايا جمع المنيّة بمعنى الموت ، عبّر بالجمع إمّا للمبالغة وإمّا لأجل أنّ المراد أسباب الموت ، فيكون من باب إطلاق اسم المسبّب على السّبب ، ولا يخفى أنّ الأسباب كثيرة. فيصحّ أن يعبّر بالجمع.
(٨) هذا الكلام إشارة إلى سبب ترجيح المبنيّ للمفعول ـ في قوله : «ليبك يزيد» ـ مع أنّ المبنيّ للفاعل أيضا صحيح ، وجواب عمّا يقال : لماذا عدل الشّاعر إلى هذا التّركيب المقتضي لحذف المسند مع كون الحذف على خلاف الأصل ، ومع إمكان الأصل ، وهو البناء للفاعل ، واستقامة الوزن به ، وذلك بأن يجعل يزيد مفعولا وضارع فاعلا من دون حذف أصلا ، لا للمسند ولا للمسند إليه.
وحاصل ما أجاب ـ بقوله : «وفضله» ـ أنّ ما عدل إليه له فضل على ما عدل عنه ، والغرض بيان ترجيح البناء للمفعول على البناء للفاعل من حيث ما ذكره المصنّف لا ترجيحه من سائر الوجوه حتّى يعترض بأنّ في خلافه ، وهو البناء للفاعل توجد وجوه التّرجيح أيضا كالسّلامة من الحذف مثلا ، وحينئذ فيكون في كلّ منهما جهات ترجيح ، فللبليغ أن يختار كلّا منهما.