أمّا (١) بفتح الهمزة إمّا بكسر الهمزة ، فركّب (٢) متن عمياء وخبط خبط عشواء (٣) [فإذا اتّفقتا] أي الجملتان [خبرا أو إنشاء لفظا أو معنى (٤) أو معنى (٥) فقطّ بجامع] ، أي بأن يكون بينهما (٦) جامع ، بدلالة ما سبق من أنّه إذا لم يكن بينهما جامع (٧)
________________________________________
(١) أي أمّا بفتح الهمزة ، مفعول «صحّف» قوله : «بكسر» متعلّق ب «صحّف» ، فالمعنى حينئذ : وقد توهّم بعضهم أنّ لفظ أمّا بالكسر.
(٢) أي فصار مثل من ركب «متن» أي ظهر «عمياء» أي ناقة عمياء.
(٣) أي خبط خبطا كخبط ناقة عشواء ، أي ضعيفة البصر ، أو لا تبصر ليلا ، والمراد أنّه وقع في خبط عظيم من جهة اللّفظ والمعنى ، أمّا الخبط والفساد من جهة اللّفظ ، فلأنّ قراءتها بالكسر تحوجنا إلى تقدير أمّا في المعطوف عليه قبلها ، لأنّ أمّا العاطفة لا بدّ أن يتقدّمها أمّا في المعطوف عليه ، ولا يجوز ذلك قياسا ، إلّا عند الفرّاء على ما نقله ابن هشام في المغني ، فيصير تقدير الكلام هكذا : وأمّا الوصل فإمّا لدفع الإيهام ، وإمّا للتّوسّط ، ووجه الخبط والفساد فيه أنّ حذف «إمّا» من المعطوف عليه لا يجوز في السّعة حتّى يقال : إنّها مقدّرة قبل قوله : «لدفع الإيهام» وأمّا الخبط والفساد من جهة المعنى ، فلأنّه قد علم من قول المصنّف سابقا في مقام تعداد الصّور إجمالا ، «وإلّا فالوصل» إنّ الوصل يجب في صورة كمال الانقطاع مع الإيهام ، وفي صورة التّوسّط بين الكمالين ، وحينئذ فيجب أن يجعل ما هنا تفصيلا للصّورتين المذكورتين اللّتين يجب فيهما الوصل ، وهو ما يقتضيه فتح أمّا ، إذ المعنى : وأمّا الوصل الّذي يجب مع كمال الانقطاع مع الإيهام لأجل دفع الإيهام ، فكقولهم : لا ، وأيّدك الله ، وأمّا الوصل الّذي يجب لأجل توسّط الجملتين بين الكمالين ففيما إذا اتّفقتا ... ولو كسرت أمّا لكان ما هنا عين ما تقدّم هناك ، فيكون تكرارا لما سبق ، ولا داعي للتّكرار.
(٤) قوله : «لفظا ومعنى» ناظر إلى كلّ من الخبر والإنشاء.
(٥) أيضا ناظر إلى كلّ من الخبر والإنشاء.
(٦) أي بين الجملتين ، أي بأن يكون بينهما جامع في جميع تلك الصّور.
(٧) أي والحال أنّهما اتّفقا خبرا لفظا ومعنى ، أو اتّفقا إنشاء كذلك ، فبينهما حينئذ كمال الانقطاع ، فلم يكن متوسّط بين الكمالين.