وأمّا ما (١) ، أورده بعض النّحويّين من الأخبار ، والنّعوت المصدّرة بالواو ، كالخبر في باب كان ، والجملة الوصفيّة المصدّرة الّتي تسمّى واو تأكيد لصوق الصّفة بالموصوف ، فعلى (٢) سبيل التّشبيه والإلحاق بالحال.
________________________________________
إذا كانت جملة فإنّها مستقلة لا تقتضي الرّبط بالغير ، والحال أنها عند وقوعها حالا فضلة لا عمدة ، فمقتضى ذلك الإتيان بالواو ، وإن كان الاجتزاء بالضّمير أيضا لا مانع منه ، وسيأتي بيان ذلك مفصّلا فانتظر.
(١) جواب عن الإيراد ، والوارد على الكبرى القائلة بأن الخبر والنّعت يكونان بدون الواو ، وتقريب الإيراد أنّ الخبر والنّعت قد يكونان مع الواو أيضا ، فبطل قولكم : إنّ الحال مثل الخبر والنّعت ، فكما أنهما يكونان بدون الواو ، فكذلك الحال أمّا مجيء الخبر مع الواو ، فكخبر باب كان من الأفعال النّاقصة ، كقول الحماسي :
فلما صرّح الشّرّ |
|
فأمسى وهو عريان |
ولم يبق سوى العدوان |
|
دنّاهم كما دانوا |
والشّاهد في قوله : (وهو عريان) فإنّه خبر (أمسى) ، وقد دخل عليه الواو ، فالجملة الخبريّة تكون مع الواو.
وأمّا مجيء الجملة الوصفيّة ، فكقوله تعالى : (فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ)(١) ، وقوله تعالى : (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها)(٢) ، فإنّ الجملة الّتي دخلت عليها الواو في الآيتين عند صاحب الكشاف صفة للنّكرة ، والواو زائدة دخولها ، وعدم دخولها على حدّ سواء ، وفائدتها تأكيد وصل الصّفة بالموصوف ، إذ الأصل في الصّفة مقارنة الموصوف ، فهذه الواو أكّدت اللصّوق ، والوصل بالموصوف.
(٢) جواب ما في قوله : «وأمّا ما أورده» ، وحاصل الجواب : إنّ مجيء الخبر والنّعت إنّما هو على سبيل التّشبيه بالحال ، لا على سبيل الأصالة لأنّ الحال قد تقترن بالواو ، وفي بعض الأحيان فيقترن كلّ واحد من الخبر والنّعت بالواو ، وتشبيها لهما بالحال ،
__________________
(١) سورة الحجر : ٤.
(٢) سورة البقرة : ٢٥٩.